بعد الانتشار المتسارع لمرض الحمى الصفراء، اضطرت وزارة الصحة الكولومبية، إلى إعلان حالة طوارئ صحية على مستوى البلاد.
وجاء هذا الإعلان بعد تسجيل 75 حالة إصابة مؤكدة منذ سبتمبر 2024، بينها 34 حالة وفاة، بحسب ما أكده بيان رسمي من الوزارة.
اللافت في هذه الموجة من انتشار الحمى الصفراء هو التوسع الجغرافي غير المعتاد، حيث سُجلت إصابات في تسع مقاطعات من أصل 32، من بينها مناطق لم يُعرف عنها وجود سابق للفيروس، مثل منطقة كالداس المعروفة بزراعة البن.
أما أعلى نسب الانتشار، فكانت في المناطق الريفية من مقاطعتي توليما وميتا، وحوض الأمازون، ونهر ماجدالينا.
تُعد الحمى الصفراء من الأمراض الفيروسية التي ينقلها البعوض المصاب، وقد تمر على بعض المصابين دون أعراض، في حين تظهر على آخرين علامات مثل الحمى، الصداع، آلام العضلات، الغثيان، وفقدان الشهية.
في معظم الحالات، تختفي الأعراض خلال ثلاثة إلى أربعة أيام، ولكن نحو 15% من الحالات تدخل في مرحلة ثانية خطيرة تتضمن اليرقان ونزيفًا داخليًا وآلامًا حادة في البطن.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نصف المصابين بهذه المرحلة يموتون خلال 7 إلى 10 أيام.
أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن لقاح الحمى الصفراء سيكون متاحًا لجميع المواطنين مجانًا، ودعا إلى تلقي اللقاح خلال شهرين فقط، مؤكدًا على ضرورة تدخل النظام الصحي بشكل شامل.
وأعلنت الحكومة عن نشر فرق طبية متنقلة لتقديم اللقاح في المناطق الأكثر تضررًا، بالإضافة إلى تقييد السفر لبعض المناطق الموبوءة.
ألمح بيترو إلى نيته إعلان حالة طوارئ اقتصادية بسبب تفاقم الوضع، مشيرًا إلى أن أكثر من 20 فريق استجابة فورية تم نشرهم للتحقيق في سلاسل العدوى وتعزيز الجهود الصحية، كما أصدر تعليمات بضرورة تجهيز مستشفيات مخصصة لاستقبال المصابين في كل إقليم.
من جانبها، انتقدت المعارضة استجابة الحكومة، ووصفتها بـ”المتأخرة”، وقالت السيناتور بالوما فالنسيا إن الأزمة بدأت قبل ستة أشهر، وكان يجب اتخاذ إجراءات سريعة منذ البداية للحد من الوفيات الناتجة عن الحمى الصفراء.
مع استمرار القلق الشعبي وتصاعد أعداد الإصابات، تستعد الحكومة لإصدار تقرير جديد يوم الاثنين حول تطورات المرض.
وتبقى الحمى الصفراء، رغم التقدم العلمي، تهديدًا صحيًا خطيرًا يتطلب استجابة متكاملة وشاملة لضمان حماية السكان ومنع تحوّل الأزمة إلى وباء وطني شامل.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
3 أيام فقط من الأطعمة الدهنية كافية لإرباك ذاكرة كبار السن!
بعد إغلاق “بلبن” في السعودية ومصر.. تعرّف على “البكتيريا الممرضة”