تعد الصواريخ المجنحة من أهم الأنظمة الهجومية في الترسانات العسكرية الحديثة، إذ تتميز بتكنولوجيا متقدمة تمنحها دقة عالية وقدرة على التخفي.
تعمل هذه الصواريخ بمحركات نفاثة شبيهة بالطائرات، وتُطلق من منصات متنوعة، سواء كانت أرضية أو جوية أو بحرية.
تختلف الصواريخ المجنحة عن الصواريخ الباليستية في مسارها، حيث تظل داخل الغلاف الجوي طوال مدة طيرانها، مما يتيح لها التسلل على ارتفاعات منخفضة قد تصل إلى بضعة أمتار فقط فوق سطح الأرض.
من أبرز ميزات الصواريخ المجنحة قدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض للغاية، مما يجعل اكتشافها بواسطة أنظمة الرادار أمرًا صعبًا.
على الرغم من أن الطيران على هذا الارتفاع يستهلك كميات أكبر من الوقود، إلا أن القدرة على التخفي تُعتبر عنصرًا أساسيًا في نجاح مهماتها الهجومية.
ويمكن للصواريخ المجنحة التحليق لمسافات طويلة مع الحفاظ على مسارها المبرمج بدقة، بفضل أنظمة التوجيه المتقدمة مثل رسم خرائط التضاريس، وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، والتوجيه بالقصور الذاتي الذي يعتمد على أجهزة استشعار الحركة.
تتميز الصواريخ المجنحة بأنها ذاتية التوجيه، حيث تعتمد على برمجة مسبقة لمسار الطيران، مع استخدام أجهزة استشعار متطورة لضمان الوصول إلى الهدف بدقة.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض الصواريخ المجنحة المتقدمة على كاميرات في مقدمة الصاروخ، تتيح للمشغلين عن بُعد مشاهدة الهدف أثناء اقتراب الصاروخ منه، وهو ما يسمح لهم بتوجيه الصاروخ يدويًا في اللحظات الأخيرة، أو حتى إلغاء الضربة إذا دعت الحاجة.
الصواريخ المجنحة متعددة الاستخدامات، فهي قادرة على حمل حمولات متنوعة، بما في ذلك الأسلحة التقليدية والنووية والكيميائية.
وقد تم تطوير العديد من الدول صواريخ مجنحة متقدمة، مثل الصاروخ الروسي KH-55 والصواريخ الباكستانية Ra’ad وBabur، مما يعكس تزايد الاعتماد على هذه التكنولوجيا في الحروب الحديثة.
ونظرًا لقدراتها المتعددة تشكل الصواريخ المجنحة جزءًا مهمًا من استراتيجيات الدول الكبرى، حيث تتميز بقدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة بدقة كبيرة مع تقليل فرصة اكتشافها أو إسقاطها، ما يجعلها أداة فعالة في تنفيذ الضربات العسكرية الحاسمة، سواء كانت موجهة ضد أهداف استراتيجية أو تكتيكية.
المصدر:
