تحوّلت أجواء الفرح في مدينة ليفربول إلى مشهد مأساوي مساء الاثنين، عندما اقتحم رجل يبلغ من العمر 53 عامًا بسيارته حشدًا من مشجعي نادي ليفربول الذين كانوا يحتفلون بتتويج فريقهم بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024-2025، تحت قيادة أرني سلوت، الذي نجح في إعادة الريدز إلى منصة التتويج متفوقًا على أرسنال ومانشستر سيتي الخصمين الصعبين.
أسفر الحادث عن إصابة ما لا يقل عن 47 شخصًا، بينهم أربعة أطفال، وتم نقل 27 منهم إلى المستشفيات، بينهم اثنان في حالة حرجة.
وقع الحادث في شارع ووتر ستريت، على بعد أقل من كيلومترين من نهاية مسار موكب الاحتفال، حيث كانت الحشود تحتفل بإنجاز الفريق الذي حقق لقبه العشرين في الدوري، معادلاً الرقم القياسي لنادي مانشستر يونايتد.
وفقًا لتصريحات شرطة ميرسيسايد، فإن السائق، وهو رجل بريطاني من سكان ليفربول، تم اعتقاله في مكان الحادث ولا يُشتبه في وجود دوافع إرهابية وراء الحادث، وأكدت الشرطة أن الرجل تصرف بمفرده، ولا توجد مؤشرات على تورط آخرين.
أفاد شهود عيان بأن السيارة كانت تتحرك ببطء قبل أن تتوقف، ثم تراجعت فجأة وتسارعت نحو الحشد، مما أدى إلى إصابة العشرات، وتمكن رجال الإطفاء من إنقاذ أربعة أشخاص، بينهم طفل، كانوا محاصرين تحت السيارة.
استجابت خدمات الطوارئ بسرعة للحادث، حيث تواجدت سيارات الإسعاف والشرطة ورجال الإطفاء في موقع الحادث خلال دقائق، وقدمت الإسعافات الأولية لـ20 شخصًا في الموقع، بينما نُقل الآخرون إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف الحادث بأنه “مروع”، وأشاد بسرعة استجابة فرق الطوارئ، كما أعرب نادي ليفربول والعديد من الأندية الأخرى، بما في ذلك إيفرتون، عن تضامنهم مع الضحايا وأسرهم.
وكان من المقرر أن يكون هذا اليوم مناسبة للاحتفال بإنجاز ليفربول التاريخي، حيث شارك أكثر من مليون مشجع في الموكب الاحتفالي الذي امتد لمسافة كبيرة عبر المدينة، لكن الحادث المأساوي ألقى بظلاله على الاحتفالات، وأعاد إلى الأذهان ذكريات مأساوية سابقة، مثل كارثة هيلزبره عام 1989.
وتلقى نادي ليفربول رسائل دعم من جميع أنحاء العالم، حيث أعربت الأندية واللاعبون والمشجعون عن تعاطفهم مع الضحايا وأسرهم.