تستحوذ التطورات الأخيرة في أفغانستان على اهتمام الخبراء السياسيين حول العالم، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من المشهد، وسقوط البلاد في قبضة طالبان مرة أخرى بعد سنوات عديدة أمضتها واشنطن في محاربة الحركات المتطرفة هناك وعلى رأسها طالبان.
كل ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية فتح الباب أمام العديد من التساؤلات، أبرزها أين ذهبت المليارت التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان ؟
وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال، نشرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، تقريرا رصدت خلاله 10 مشاريع اعتبرتها مجهودات وأموال أمريكية مهدرة في أفغانستان، وذلك وفقا لنتائج هيئة التفتيش العامة لإعادة إعمار أفغانستان، “سيغار” (Sigar)- .
أنفقت أمريكا حوالي 549 مليون دولار، لشراء 20 طائرة من طراز “جي 222” بهدف تعزيز قدرات سلاح الجو الأفغاني، ولكنها بيعت في النهاية كخردة مقابل 32 ألف دولار بعدما تركت معطلة بالقرب من مطار كابول الدولي.
أهدرت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 176 مليون دولار، في بناء طريق بطول 101 كيلومتر بين إقليم خوست ومدينة غارديز، ولكن بعد أقل من شهر على الانتهاء منه، دمرت منه 4 قطاعات قبل أن يتم تجريف الباقي منه، ليؤدي في نهاية المطاف إلى المجهول.
انفقت الولايات المتحدة 116 مليون دولار بالتعاون مع شركة أفغانية لبناء محطة كهرباء، ولكن توقف المشروع بسبب مشكلات تتعلق بملكية الأراضي التي ستمر بها الكابلات.
خصصت أمريكا حوالي 28 مليون دولار، لشراء زي عسكري مموه للجيش الأفغاني، ولكنه اتلف بعد ذلك لأن أنماطه المموهة لا تتناسب مع البيئة الأفغانية.
أنفقت أمريكا 500 ألف دولار بالتعاون مع مقاول أفغاني في مايو 2012 ، لبناء ساحة تدريب لمركز الشرطة الخاصة الأفغانية، لكن المياه أخترقت الجدران في غضون 4 أشهر، وتاكلت بعدها، خاصة أن الطوب المستخدم في البناء كان يحتوي على كثير من الرمل وقليل من الطين.
بلغت المبالغ التي انفقتها الولايات المتحدة في جهود مكافحة المخدرات بأفغانستان، حوالي 8.6 مليار دولار، وعلى الرغم من ذلك سجلت زراعة الخشخاش في كابول أعلى مستوياتها في 2017.
أنفق الجيش الأمريكي 36 مليون دولار، على منشأة للقيادة والسيطرة تبلغ مساحتها 64 ألف قدم مربع في معسكر “ليذرنيك” في إقليم “هلمند، ولكن لم يجر استخدامها بعد ذلك و بقيت فارغة.
ومن المخالفات التي تم رصدها سوء استخدام قرض بقيمة 85 مليون دولار، خصص لتشييد فندق ومبنى لكن لم يكتمل بناؤهما بالرغم من إنفاق الأموال.
أنفق البنتاغون 3.7 مليون دولار، لبناء معسكر قرب حدود تركمانستان، للجيش الوطني الأفغاني لكنه بقي فارغا بدون استخدام بالرغم من اكتمال بناء معظم الأجزاء الرئيسية فيه.
أنفقت الولايات المتحدة نحو 83 مليار دولار، على مدار 20 عاماً في محاولة لتقوية الجيش الوطني الأفغاني ليتمكن من محاربة حركة طالبان، ولكن في نهاية المطاف سقطت البلاد في يد تلك الجماعة المتطرفة مرة اخرى وكأن شيء لم يكن.