يوليو ١٤, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
بعد عام من محاولة اغتياله.. كيف يرى ترامب نجاته؟

في ملعب مكتظ في نيوجيرسي، وبين هتافات الجماهير، كان دونالد ترامب يبتسم، لكن خلف الزجاج المضاد للرصاص. ارتسم المشهد مشحونًا بأكثر من مجرد حماس انتخابي، فصوت ألعاب نارية بعيدٌ دفعه للتعليق: «آمل أن تكون ألعابًا نارية فقط… كلمات شهيرة أخيرة». بدا وكأنه يضحك، لكن العبارة انزلقت من مكان آخر، ذاكرة طلق ناري أفلت من أذنه قبل عام، وبدّل مسار الحملة الرئاسية الأميركية، وربما التاريخ الأميركي برمّته.

في 13 يوليو 2024، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال في أثناء تجمع انتخابي في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا. لم تقتله الرصاصة، بل عبرت مليمترات عن أذنه، وقتلت أحد أنصاره، لكن المشهد الذي التُقط بعد لحظات، حين نهض ترامب ورفع قبضته هاتفًا «قاتل، قاتل، قاتل»، أصبح صورة أيقونية لرجل يرى نفسه «الناجي من أجل الرسالة».

يقول السناتور الجمهوري ليندسي جراهام: «إنه لم يصبح راهبًا بوذيًا، لكنه صار أكثر امتنانًا، وأكثر التفاتًا لأصدقائه… إنه يعي أن ما حدث كان معجزة». وأضاف أن ترامب أرسل له تهنئة بعيد ميلاده هذا العام، وهي لفتة نادرة في تاريخه السياسي.

وبحسب سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، فإن ترامب «يؤمن الآن صراحة بأنه نجا لأنه مختار لأمر أعظم»، وتضيف أن توقيت تقديم أحد المخططات البيانية عن الهجرة خلال كلمته قبل لحظة إطلاق النار، ما جعله يدير رأسه قليلًا، كان في حد ذاته «علامة من السماء». وتتابع: «هذه ليست مصادفة… أعتقد أن الله أراده أن يعيش».

كيف يبدو التغيير في شخصية ترامب؟

أصدقاؤه المقربون ومستشاروه يرون ملامح تغير خفي في شخصيته: مزيد من الحضور الذهني، وامتنان أكبر، وربما، هدوء نادر. يقول روجر ستون، المستشار المثير للجدل: «أجده الآن أكثر سكينة، لكنه في الوقت ذاته أكثر تصميمًا… هو يعتقد أنه محمي من الله، وله مهمة لاستعادة عظمة الأمة».

هذا التغيير لا يبدو أنه انعكاس لندم، بل لحالة يقين. فترامب لا يخجل من سرد لحظة نجاته، بل إنه يحيط نفسه برموزها: لوحة زيتية ضخمة للحظة رفع القبضة بعد الإصابة تتصدر مدخل الطابق الرسمي في البيت الأبيض، وتمثال برونزي للمشهد نفسه على مكتب جانبي في المكتب البيضاوي.

وفي مؤتمر صحفي قبل أسابيع، أشار إلى أذنه قائلًا: «ما زلت أشعر بألم نابض أحيانًا… لكنها ضريبة العمل. ما أقوم به خطير».

هل غيّر الحادث من نظرة الناس إليه؟

لا يخفى على المراقبين أن محاولة الاغتيال بدّلت صورة ترامب في الوعي الجماهيري. فبعد أيام من الحادث، ظهر في المؤتمر الجمهوري بأذن مضمّدة، وترافق ذلك مع قرار جو بايدن سحب ترشحه، وطرح نائبة الرئيس كامالا هاريس بديلة له.

وترى وايلز أن تلك اللحظة -رغم مأسويتها- أظهرت جانبًا إنسانيًا في شخصية ترامب، جانب «المقاتل الحقيقي» كما تصفه، ما ساعد على إعادة تشكيل انطباع الجمهور عنه.

أما رالف ريد، رئيس ائتلاف الإيمان والحرية، فيعلق: «حين تنجو من شيء كهذا، لا بد أن تشعر بأن هناك سببًا ما. كثيرون يرون أنه نجى ليقود البلاد مجددًا… ربما هناك رسالة وراء نجاته».

ترامب جديد أم نسخة أكثر تعقيدًا من القديم؟

رغم كل هذه الإشارات إلى التحول، لا يتخلى ترامب عن طباعه النارية، فإنه لم يتحول إلى داعية هدوء، ولا تخف حدة خطابه السياسي. لكنّ شيئًا ما تغير في خلفية المشهد: إيمانه، وربما جمهوره، باتا يريان في بقائه حيًّا برهانًا على «الاختيار الإلهي»، وهو ما يمنحه حافزًا مضاعفًا لدفع أجندته بقوة أكبر.

يقولها ترامب بنفسه في مقابلة حديثة: «أشعر أنني مُنحت فرصة ثانية. أعتقد -وأتمنى- أنني نجوت لإنقاذ بلدنا».

ربما كان ذلك تكرارًا لسرديته المعتادة عن «استعادة أمريكا»، لكن هذه المرة، يخرج من بين شق جرح بالكاد التأم خلف أذنه.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

إنفوجرافيك| توقعات الراجحي.. شركات “تاسي” تستعد لنمو هائل في الأرباح

المقالة التالية

قبل أن تسافر.. لماذا يحذّر الأطباء من تجاهل تقريرك الصحي؟