حقق السياسي اليساري لي جاي ميونج انتصارًا تاريخيًا في الانتخابات الرئاسية بكوريا الجنوبية، متغلبًا على منافسه المحافظ كيم مون سو، مرشح حزب سلطة الشعب.
حصد لي نسبة 48.92% من الأصوات، مقابل 41.88% لمنافسه، في انتخابات شهدت نسبة مشاركة بلغت 79.4%، وهي الأعلى منذ عام 1997.
وبلغ عدد المشاركين في التصويت 35 مليونًا و240 ألف ناخب من أصل 44 مليونًا و391 ألف ناخب مؤهل، وشملت هذه النسبة أيضًا الأصوات في التصويت المبكر، والأصوات الخارجية.
وسجّلت مدينة جوانججو أعلى نسبة تصويت بـ83.9%، فيما سجلت جزيرة جيجو أدنى نسبة بـ74.6%، وبلغت نسبة التصويت في العاصمة سول 80.1 %.
وُلد لي جاي ميونج في أسرة فقيرة، وعمل في سن مبكرة في مصنع لإعالة عائلته، وعلى الرغم من ظروفه الصعبة، نجح في دراسة القانون وأصبح محاميًا متخصصًا في الدفاع عن حقوق الإنسان.
انطلقت مسيرته السياسية عندما شغل منصب عمدة مدينة سيونغنام، ثم حاكم مقاطعة جيونجي، وعضوًا في البرلمان لاحقًا، بعد خسارته بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية عام 2022.
في يناير 2024، نجا لي جاي ميونج من محاولة اغتيال حين طُعن في رقبته خلال مناسبة عامة بمدينة بوسان، خضع على إثرها لعملية جراحية.
وفي مشهد درامي لاحق، تصدر لي العناوين مجددًا عندما اقتحم البرلمان أثناء فرض الأحكام العرفية من قبل الرئيس السابق يون، وظهر في بث مباشر وهو يتسلق السياج لدخول المبنى لإجراء تصويت طارئ، في مشهد أثار إعجاب الملايين في كوريا الجنوبية.
تعهد لي جاي ميونج خلال حملته الانتخابية بإجراء إصلاحات سياسية ودستورية، بما في ذلك تعديل فترة الرئاسة لتصبح فترتين بدلًا من واحدة، ووضع قيود صارمة على سلطة إعلان الأحكام العرفية.
كما وعد بدعم الشركات الصغيرة، وتطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في كوريا الجنوبية، وتعزيز مكانة البلاد في التكنولوجيا والاقتصاد.
يرى لي جاي ميونج ضرورة تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مع الحفاظ على هدف نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية.
وشدد على محورية حقوق الإنسان في العلاقة مع بيونغ يانغ، مؤكدًا التزامه بالسعي لإعادة أسرى الحرب الأحياء من فترة الحرب الكورية (1950-1953).
وعلى الرغم من فوزه الساحق، لا تخلو مسيرة لي جاي ميونج من الجدل، فهو يواجه حاليًا عدة محاكمات تتعلق بتهم فساد ورشوة، على خلفية فضيحة تطوير عقارات شهيرة.
ومع ذلك، يرى كثيرون في كوريا الجنوبية أنه يمثل أملاً في التغيير، خاصة بعد عقود من الصراع بين الأحزاب التقليدية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
تصاعد الأزمة بين بريطانيا وأبراموفيتش بسبب تشيلسي
بعد فرار 200 سجين باكستاني.. أشهر عمليات هروب السجناء في التاريخ
“ترامب” في مأزق.. الضربة الأوكرانية تعقد جهود السلام مع روسيا