في حلقة جديدة من سلسلة حوادث الطائرات منذ ديسمبر الماضي، وقع حادث تحطم طائرة تابعة لشركة دلتا إيرلاينز للطيران، بعد أن انقلبت رأسًا على عقب على المدرج في مطار تورنتو بيرسون الدولي في كندا خلال محاولة هبوطها بعد وصولها من مينيابوليس.
وبحسب البيان الرسمي لشركة دلتا إيرلاينز، نجا أغلب ركاب الرحلة 4819 التي تشغلها شركة إنديفور إير من خلال الطائرة ذات المحركين من طراز CRJ900 وعددهم 80 شخصًا، فيما أسفر الحادث عن إصابة 18 شخصًا.
ويُعد حادث كندا هو الأحدث بعد مجموعة من حوادث الطيران خلال الأشهر الماضية، إذ أسفر حادث سابق هذا الشهر عن مقتل 10 أشخاص في تحطم طائرة تابعة لشركة طيران إقليمية في ألاسكا، وسبقه حادث آخر لتحطم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية في الجو بعد اصطدامها بمروحية بلاك هوك تابعة للجيش الأمريكي بالقرب من واشنطن العاصمة تسبب في مقتل 67 شخصًا، وقبل ذلك حوادث تحطم مميتة لشركة جيجو للطيران وشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية في ديسمبر.
وقع حادث تحطم طائرة تورنتو بعد ظهر، أمس الإثنين، نتيجة هبوب رياح قوية فوق مدرج المطار بينما كانت تتساقط الثلوج التي قضى عمال المطار أغلب الليل في إزالتها، وعندما اقتربت الطائرة من المطار أخطر مراقبو الحركة الجوية الطيارين بوجود هبات رياح بسرعة 38 ميلًا في الساعة، ما قد ينتج عنه انحراف بسيط في مسار الانزلاق. ولكن خلال دقيقتين فقط اصطدمت الطائرة ثم انقلبت واندلع حريق ناتج عن السقوط. وكان هناك طفلًا بين المصابين ولكنه بحالة جيدة، فيما تم خروج العديد من المصابين من المستشفى.
وبحسب ما قاله أحد الركاب الناجين إنه لم يعلم بوجود أي مشكلة إلا بعد اصطدام الطائرة بالأرض، بعد السقوط أكثر من مرة على جانبي الطائرة، ثم أصبحوا في النهاية معلقين رأسًا على عقب بأحزمة الأمان في مقاعدهم مثل الخفافيش. وأظهرت الصور الطائرة وهي مقلوبة وعجلاتها في الهواء على مدرج مغطى بالثلوج.
وقال بيت كوكوف، إنه تمكن من فك حزام الأمان، ودفع نفسه إلى الأرض ثم الخروج من الطائرة، لكن بعض الركاب الآخرين احتاجوا إلى المساعدة للنزول من مقاعدهم، وكان المشهد فوضوي والصراخ يملأ جنبات الطائرة المقلوبة وهرع أغلبهم إلى فتحة الخروج. ويكمل كوكوف: “بدأ المضيفون في مساعدة الركاب على الخروج من الأبواب المفتوحة، وحثوا الناس على ترك متعلقاتهم خلفهم، على الرغم من أن البعض خرجوا مع حقائبهم، كما يظهر في مقطع فيديو من كوكوف”.
وفي دقائق خرج الركاب من الطائرة وقفزوا فوق إطارات الأبواب على الأرض، فيما كان رذاذ المواد المضادة للحريق تتطاير من فوقهم، بينما غيرت طائرة طبية مسارها خلال مرورها فوق الحادث لتعود من أجل المساعدة.
حتى الآن لا توجد أسباب واضحة حول الأسباب التي أدت لسقوط الطائرة الكندية، ولكن محلل الطيران في شبكة “سي إن إن” والمدير الإداري السابق لمجلس سلامة النقل الوطني، بيتر جويلز، قال إن الطائرة بومباردييه سي آر جيه 900 – الطائرة التي تحطمت في تورنتو – صُممت لتحمل ضربة قوية عند الهبوط، مما يتيح الإخلاء السريع للركاب وأفراد الطاقم.
على الجانب الآخر لم تكن الظروف الجوية سيئة للدرجة، بحسب ما قاله رئيس الإطفاء في المطار، آيتكين، إذ إن المدرج كان جافًا ولم توجد رياح متقاطعة. ودفع الحادث لتعليق العمل في 5 مطارات ما أدى لتأخر رحلات عديدة من وإلى البلاد.
وفتح مجلس سلامة النقل في كندا تحقيقًا في الحادث بمساعدة المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة، فيما أشادت الرئيسة التنفيذية للمطار ديبورا فلينت بـ”الاستجابة النموذجية” جانب المستجيبين الأوائل لضمان عدم خسارة أي أرواح. ومع ذلك، قالت إن مدرجين للطائرات سيظلان مغلقين خلال الأيام القليلة المقبلة بينما يبحث المحققون في سبب الحادث.
اقرأ أيضًا:
قد تتسبب في حوادث كبرى.. هذه نتائج اصطدام طائرة بطيور
