حفلات تنصيب الرئيس الأمريكي ليست مجرد مناسبات رسمية لأداء القسم، بل هي فرصة لتوثيق لحظات قد تكون طريفة، غريبة، أو حتى مأساوية. بمناسبة حفل تنصيب ترامب الذي يتولى رئاسة الولايات المتحدة ولايتين غير متتاليتين للمرة الثانية.
من رعاة البقر الذين سرقوا الأضواء، إلى خطب طويلة قاتلة، نستعرض أبرز 15 لحظة غير تقليدية في تاريخ التنصيب الرئاسي الأمريكي، لذلك نتناول سويًا أغرب 15 حفل تنصيب رئيس للولايات المتحدة في التاريخ.
في ذروة الشعبية الأمريكية لثقافة رعاة البقر، تضمنت مراسم تنصيب الرئيس ديوايت أيزنهاور عام 1953 لفتة غير مألوفة. تقدم مونتي مونتانا، راعي بقر ونجم سينمائي، على ظهر حصانه في الموكب الاحتفالي، وقام باستخدام الحبل “اللاسو” لتطويق الرئيس الجديد أمام الجماهير، مما أثار دهشة الحضور.
ألقى الرئيس جورج واشنطن خطاب تنصيبه الثاني بكلمات قليلة لم تتجاوز 135 كلمة. تميز الخطاب بالوضوح والبساطة، حيث أعرب عن امتنانه للأمة ووعد بأداء واجباته الرئاسية بأمانة.
كسر الرئيس بيل كلينتون تقاليد العرض العسكري في موكب تنصيبه عام 1993، حيث أضاف لمسة من التنوع الثقافي. تضمن العرض فرقة موسيقية من الريغي، وفريق حركات استعراضية باستخدام كراسي الحديقة، وحتى مُقلّدًا لإلفيس بريسلي، مما أضفى أجواءً احتفالية غير تقليدية.
استلهم الرئيس ثيودور روزفلت إرث أبراهام لينكولن إلى حدٍ جعله يرتدي خاتمًا يحتوي على خصلة من شعر لينكولن خلال حفل تنصيبه الثاني. حصل روزفلت على هذه الخصلة بفضل وزير الخارجية جون هاي، الذي كان سكرتيرًا شخصيًا للينكولن.
عندما تولى باراك أوباما منصبه لأول مرة، ارتبك القاضي جون روبرتس أثناء تلاوة القسم الدستوري، مما أدى إلى خطأ في أداء الرئيس للقسم. لضمان الشرعية، تم إعادة أداء القسم بالكامل في اليوم التالي داخل البيت الأبيض.
في حفل تنصيب أندرو جونسون كنائب للرئيس، أثار جونسون دهشة الحاضرين عندما ألقى خطابًا مرتبكًا. كان يعاني من حمى التيفوئيد وتناول الويسكي كعلاج قبل الحفل، مما أدى إلى أداء مرتبك أثار استياء الحضور، بما في ذلك الرئيس أبراهام لينكولن.
شهد تنصيب يوليسيس غرانت الثاني في عام 1873 درجات حرارة قارسة وصلت إلى 4 درجات فهرنهايت، مما أدى إلى تجمد 100 طائر كانت تستخدم لتزيين الحفل. تركت هذه الحادثة انطباعًا مأساويًا على المراسم.
قرر الرئيس ريتشارد نيكسون أثناء تنصيبه الثاني عام 1973 منع الحمام من إفساد العرض الاحتفالي. أمر برش مواد كيميائية على طول الطريق، مما تسبب في موت عدد كبير من الطيور وسقوطها على الطرقات، في مشهد أثار استياء البعض.
في حفل تنصيب يوليسيس غرانت الأول عام 1869، تسبب عمال أميّون في فوضى عند تسليم المعاطف في الحفل. أدت الأخطاء في قراءة تذاكر استلام الملابس إلى حدوث مشاجرات بين الحضور، واضطر البعض لترك معاطفهم خلفهم. وصف المؤرخ جيم بندات المشهد بأنه كارثي.
عندما توفي الرئيس وارن هاردينغ فجأة، أدى نائبه كالفين كوليدج القسم الرئاسي في منزل عائلته بولاية فيرمونت. والده، الذي كان قاضيًا للسلام، أشرف على أداء القسم في حفل بسيط وخالٍ من الجمهور، بما يعكس شخصية كوليدج الملقب بـ”الرئيس الصامت”.
ألقى الرئيس ويليام هنري هاريسون أطول خطاب تنصيب في تاريخ الولايات المتحدة، بلغ حوالي 8,500 كلمة. ألقى الخطاب في طقس بارد وممطر دون ارتداء معطف. أصيب بنزلة برد تطورت إلى التهاب رئوي أدى إلى وفاته بعد شهر واحد فقط من توليه الرئاسة.
بعد تنصيب أندرو جاكسون، أقام حفلة ضخمة بالبيت الأبيض. حضر الحفل حشد هائل من الناس، تسببوا في تخريب المكان، وكسر الأواني، وإحداث فوضى عارمة. اضطر موظفو البيت الأبيض لوضع برميل ويسكي في الحديقة لإخراج الحشد من المبنى.
عندما أدى الرئيس هربرت هوفر القسم، أخطأ القاضي ويليام هاورد تافت في إحدى الكلمات. لاحظت الخطأ طالبة في الصف الثامن تدعى هيلين تيرويليغر وأرسلت ملاحظة إلى تافت لتصحيح الخطأ. بعد مراجعة تسجيلات الحفل، اعترف تافت بالخطأ.
اختارت إدارة ثيودور روزفلت البساطة في حفل تنصيبه الثاني، حيث اقتصر على الحضور الرسمي فقط دون مظاهر احتفالية ضخمة، مما يعكس توجه روزفلت العملي والمباشر.
خلال حفل تنصيب ريتشارد نيكسون، تم استخدام مواد كيميائية لقتل الحمام على طول مسار العرض. أدى ذلك إلى مشهد غريب حيث امتلأت الشوارع بجثث الحمام، ما أثار انتقادات واسعة للحدث.
تُظهر هذه اللحظات أن حفلات التنصيب ليست دائمًا رسمية بالكامل، بل يمكن أن تحمل لمحات إنسانية طريفة وغريبة. هذه الأحداث تضيف بُعدًا مختلفًا للسياسة وتبقى محفورة في ذاكرة التاريخ.