تصدرت الصين، هذا العام، قائمة الدول التي تمتلك أكبر أسطول دبابات قتال في العالم، متجاوزة روسيا والولايات المتحدة، وفق بيانات موقع «Global Firepower».
ووفقًا للبيانات المنشورة عبر تطبيق «Voronoi»، بلغ عدد دبابات القتال في الصين 6800 دبابة، ما يجعلها في المرتبة الأولى عالميًا، تليها روسيا بـ5750 دبابة، ثم الولايات المتحدة بـ4640 دبابة.
هذا التقدم الصيني يعكس استثمارًا طويل الأمد في التحديث العسكري، بعدما زادت الصين إنفاقها الدفاعي بنسبة 566% منذ نهاية الحرب الباردة، في الوقت الذي خفضت فيه دول الناتو ميزانياتها الدفاعية على نحو ظاهر.
ومع تصاعد الضربات التي تتلقاها الدبابات في ساحات القتال الحديثة -كما يحدث في أوكرانيا حيث فقدت روسيا نحو 3000 دبابة في عام 2024- يطرح هذا التوسع تساؤلات حول فعالية هذه المدرعات في الحروب المستقبلية.
رغم الانتقادات الموجهة إليها، لا تزال الدبابات تشكّل ركيزة أساسية في العقائد العسكرية التقليدية.
وتكشف بيانات عام 2025 أن الدول الكبرى، مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة، ما زالت تحتفظ بأساطيل ضخمة من الدبابات، تتجاوز أعدادها مجتمعة 17000 وحدة. ويعزى ذلك إلى قدرة الدبابة على توفير غطاء ناري كثيف، وامتصاص الصدمات، ودعم القوات البرية في تضاريس معقدة.
لكن الهجمات الأوكرانية الأخيرة باستخدام طائرات مسيّرة صغيرة وغير مكلفة، أعادت تقييم دور هذه المركبات الثقيلة في ميدان القتال. وأصبحت الدبابة عرضة أكثر من أي وقت مضى للضربات الدقيقة، ما أجبر الجيوش الكبرى على تطوير أنظمة الحماية النشطة والحلول التكنولوجية الدفاعية.
لم تصل الصين إلى هذه المرتبة صدفة. فبعد سنوات من الاستثمارات الاستراتيجية، تجاوزت بكين روسيا وكوريا الشمالية وأميركا في عدد دبابات القتال الفاعلة.
وفق تقارير منشورة في «Global Firepower»، تُشكّل دبابات «Type 99» العمود الفقري لأسطولها، وهي مجهزة بأنظمة تسليح متقدمة ومزايا دفاعية إلكترونية.
كما ساهم توسع الصناعات الدفاعية الصينية وتوطين الإنتاج العسكري في تقليص الاعتماد على الاستيراد، وسمح لبكين بتحديث أسطولها بأقل كلفة ممكنة مقارنة بنظرائها الغربيين. ويأتي هذا في سياق استراتيجي أشمل، حيث تسعى الصين إلى تعزيز حضورها العسكري في آسيا والبحر الجنوبي.
تحتل روسيا المركز الثاني رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في أوكرانيا. أما الولايات المتحدة، صاحبة أكبر ميزانية دفاع في العالم، فتحتل المركز الثالث بأسطول يتكون من 4640 دبابة. وتأتي كوريا الشمالية والهند في المركزين الرابع والخامس على التوالي، وهو ما يعكس ديناميكيات التوتر الإقليمي في آسيا.
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تغب عن المشهد، حيث سجلت مصر المرتبة السادسة بـ3620 دبابة، تليها باكستان وتركيا وإيران والجزائر، مما يعكس استمرار اعتماد هذه الدول على القوة البرية التقليدية في معادلاتها الدفاعية.
مع تزايد استخدام الطائرات بدون طيار والأسلحة الذكية، تحاول الجيوش الكبرى التكيف عبر تطوير دبابات بقدرات هجومية ودفاعية تكنولوجية. في الولايات المتحدة، تخضع دبابات «M1A2 Abrams» لعمليات تحديث شاملة تشمل الدفع الهجين، وأجهزة استشعار فائقة الدقة، وأنظمة مضادة للمقذوفات.
من ناحية أخرى، تحاول الصين، عبر شراكاتها الدفاعية وتوسعها في الذكاء الاصطناعي، تسخير البيانات الفورية لتوجيه أسلحتها المدرعة بشكل أكثر فعالية، ما قد يعزز موقعها الريادي في العقود المقبلة.
اقرأ أيضًا:
18 صناعة ستغيّر وجه الاقتصاد العالمي في 2040
إنفوجرافيك | خفض توقعات النمو الاقتصادي في 2025
المحادثات التجارية بين أمريكا والصين.. العالم يترقب نتائج اجتماعات جنيف