تكشف أحدث التوقعات السكانية الصادرة عن الأمم المتحدة في تقرير "آفاق السكان في العالم 2024"، عن تحولات عميقة في خريطة النمو السكاني العالمي بحلول منتصف القرن.
ويظهر تحليل بيانات الأمم المتحدة أن الدول الناشئة في آسيا وأفريقيا ستكون القاطرة الرئيسية لنمو المواليد، بينما تواصل الدول الغنية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تسجيل أعداد مواليد متواضعة نسبيًا.
خريطة النمو السكاني العالمي
من المتوقع أن تتصدر الهند القائمة العالمية في عام 2025 بعدد مواليد يبلغ 23.1 مليون مولود، ويمثل هذا الرقم الضخم أكثر من ستة أضعاف عدد المواليد المتوقع في الولايات المتحدة، وثلثي عدد المواليد المتوقع في نيجيريا لنفس العام.
ومن المتوقع أن تستحوذ الهند على 17% من إجمالي المواليد على مستوى العالم في 2025، ومع ذلك، تشير التوقعات إلى تراجع هذه الحصة إلى 14% بحلول عام 2050، ويعزى ذلك إلى انخفاض معدلات الخصوبة في البلاد إلى ما دون مستوى الإحلال، بالرغم من أن سكانها لا يزالون يتميزون بالشباب نسبيًا.
في المقابل، تأتي الصين في المرتبة الثانية عالميًا لعام 2025، حيث يتوقع أن تشهد 8.7 مليون ولادة، لكن، تشير التوقعات إلى تراجع ترتيب الصين بشكل لافت إلى المرتبة الرابعة بحلول عام 2050، مسجلة 7.4 مليون ولادة، لتتخلف بذلك عن نيجيريا وباكستان.
وستشهد القارة الأفريقية صعودًا ملحوظًا في خريطة المواليد العالمية، وتعد نيجيريا مثالًا واضحًا على هذا الاتجاه، ففي عام 2025، تحتل نيجيريا المرتبة الثالثة بـ 7.6 مليون مولود، لكنها تتقدم إلى المرتبة الثانية بحلول عام 2050 بعدد 8.1 مليون مولود، متجاوزة بذلك الصين.
وتظهر البيانات أيضا صعودا لدول أفريقية أخرى؛ إذ تقفز إثيوبيا من المرتبة السابعة في 2025 إلى السادسة في 2050، في حين تظهر تنزانيا في المراكز العشرة الأولى بحلول 2050.
كما تبرز دول أخرى كبرى في القارة، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تحافظ على المرتبة الخامسة في كلا التوقعين، ومصر التي تسجل 2.5 مليون مولود في 2025 و2.6 مليون في 2050.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تتصدر دول العالم الغني في عدد المواليد السنوي، إلا أن موقعها على الصعيد العالمي يبقى متواضعًا، في عام 2025، تحتل أمريكا المرتبة الثامنة بـ 3.7 مليون مولود.
ومن المتوقع أن تظل أعداد المواليد مستقرة نسبيًا في البلاد، لتسجل 3.8 مليون ولادة بحلول عام 2050.
وفي الوقت الذي كان فيه انخفاض الخصوبة يربط تاريخيًا بارتفاع الدخل وإعطاء النساء الأولوية للحياة المهنية، تشير الأدلة الحديثة في أمريكا إلى انعكاس لهذا الاتجاه، حيث تسجل الأسر ذات الدخل الأعلى معدلات مواليد أكبر مقارنة بالعائلات ذات الدخل الأقل.
وبشكل عام، تظهر البيانات تراجعًا في ترتيب دول مثل إندونيسيا والبرازيل والمكسيك، بينما تستمر بلدان مثل باكستان في الحفاظ على مركزها المتقدم، حيث تقفز من المرتبة الرابعة إلى الثالثة بين عامي 2025 و2050.
