كشف تصنيف عالمي جديد صادر عن جامعة ستانفورد الأمريكية عن تفوق الولايات المتحدة بفارق واسع في مجال التنافسية في الذكاء الاصطناعي، تليها الصين في المرتبة الثانية والهند في المركز الثالث.
يستند هذا التصنيف إلى أداة "حيوية الذكاء الاصطناعي العالمية" التي تجمع عشرات المؤشرات لقياس الأداء الوطني في مجال الذكاء الاصطناعي، من مخرجات البحث العلمي والاستثمار إلى جذب المواهب وأطر الحوكمة.
منهجية شاملة تقيس ثمانية محاور رئيسة
تعتمد أداة "حيوية الذكاء الاصطناعي العالمية" من جامعة ستانفورد على 42 مؤشرًا موزعًا عبر ثمانية محاور أساسية تشمل البحث العلمي، والتنافسية الاقتصادية، والبنية التحتية، والسياسات والحوكمة، والرأي العام. هذا النهج المتعدد الأبعاد يمزج بين المقاييس التقليدية مثل مخرجات البحث والتطوير مع المشاركة السياسية وتبني الذكاء الاصطناعي المسؤول.
أمريكا تتفوق بهيمنة واضحة في الاستثمار والبحث
حققت الولايات المتحدة المركز الأول بدرجة 78.6 نقطة، متفوقة بفارق كبير بفضل هيمنتها في الاستثمار الخاص، والبحث الأكاديمي، ونشاط الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. عمالقة التقنية الأمريكية والمؤسسات البحثية الغزيرة تقود حصة كبيرة من الابتكار العالمي في الذكاء الاصطناعي.
جاءت الصين في المرتبة الثانية بدرجة 36.95 نقطة، مدعومة بنمو سريع في نشر الأبحاث العلمية حول الذكاء الاصطناعي، وإيداع براءات الاختراع، والنشر الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات. رغم تخلفها عن أمريكا في بعض المجالات، تواصل الصين تقليص الفجوة في تطوير النماذج ومخرجات البحث العلمي.
الهند تحتل المركز الثالث بقاعدة مواهب متنامية
حلت الهند في المرتبة الثالثة بدرجة 21.59 نقطة، وهو ما يعكس قاعدة مواهبها المتوسعة في مجال الذكاء الاصطناعي ونظامها الرقمي القوي. رغم ذلك، لا تزال تواجه تحديات في توسيع البنية التحتية البحثية لمجاراة القادة العالميين. التحليلات الخارجية تُظهر مشاركة متزايدة من الباحثين وصانعي السياسات الهنود في مجال الذكاء الاصطناعي.
دول صغيرة تتفوق على اقتصادات أكبر
بعد المراكز الثلاثة الأولى، حلت كوريا الجنوبية رابعة بدرجة 17.24 نقطة، تليها بريطانيا خامسة بـ 16.64 نقطة، ثم سنغافورة في المركز السادس بـ 16.43 نقطة.
تبرز سنغافورة والإمارات العربية المتحدة (المركز الثامن بـ 16.06 نقطة) كنماذج لدول صغيرة ثرية تحقق أداءً متميزًا مقارنة بحجمها، بفضل أطر سياسية داعمة، ورأس مال بشري قوي، وقطاعات تقنية نابضة بالحياة.
احتلت إسبانيا المركز السابع بدرجة 16.37 نقطة، متفوقة على اليابان (التاسعة بـ 16.04 نقطة) وكندا (العاشرة بـ 15.56 نقطة).
يُبرز هذا التصنيف كيف يمكن لمجموعة متنوعة من الاستراتيجيات الوطنية - مثل نهج سنغافورة في "الصندوق التنظيمي الرملي" أو تبني إسبانيا للذكاء الاصطناعي في القطاع العام - أن تُسرّع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي حتى في الاقتصادات الأصغر حجمًا.
تنوع في الاستراتيجيات ومنافسة عالمية متصاعدة
يُظهر هذا التصنيف أن التنافسية في الذكاء الاصطناعي لا تعتمد فقط على حجم الاقتصاد أو عدد السكان، بل على مزيج من الاستثمار في البحث والتطوير، وجذب المواهب، ووضع أطر سياسية داعمة، والوعي العام بأهمية الذكاء الاصطناعي. فيما تحافظ الولايات المتحدة على صدارتها، تواصل الصين والهند تضييق الفجوة، بينما تثبت دول أصغر مثل سنغافورة والإمارات أن الحجم ليس العامل الوحيد في السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي.








