يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة تفوق قدرة العديد من المؤسسات على مواكبتها. وغالبًا ما تظهر نتائجه غير دقيقة أو غير متوقعة، مما يضطر الشركات إلى إعادة تصميم العمليات التي اعتمدت عليها لسنوات. في مثل هذه الظروف، لا تُكتسب الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل تلقائي؛ بل هي نتيجة جهد متواصل لبنائها.
ويقدم هذا التحليل رؤى حول الأسباب التي تجعل الأفراد يثقون بالذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أهمية الأداء والنتائج العملية أكثر من مجرد إتقان التقنية. ويستند التقرير إلى الدراسة الحديثة المشتركة بين شركتي "تيرزو" و"فيجوال كابيتاليست"، تحت عنوان "الوهم والحقيقة في الذكاء الاصطناعي: البيانات وراء أخطاء النماذج".
أبرز العوامل المؤثرة على الثقة في الذكاء الاصطناعي
استعرض الباحثون أكثر من 500 دراسة لتحديد العوامل الأساسية التي تؤثر في ثقة الناس بالذكاء الاصطناعي. وجاءت القدرة على أداء المهام بدقة وفعالية في مقدمة هذه العوامل. ويُعد ذلك أمرًا منطقيًا، فكلما كانت النتائج غير موثوقة أو تكررت الأخطاء، تقل ثقة الفرق في النظام بسرعة. وفي بيئة تتخللها أوهام الدقة والثقة المفرطة، يصبح الأداء القوي والمتسق هو العامل الحاسم.
ويُعتبر إضفاء سمات بشرية على الذكاء الاصطناعي هو العامل الثاني المهم، مثل استخدام أسلوب محادثة طبيعي، وكلمات مثل "أنا"، أو الظهور بطريقة ودودة وقريبة من المستخدم. وتساعد هذه السمات على تسهيل التفاعل، لكنها لا تغني عن الكفاءة والموثوقية. كما تلعب الخصائص الفردية للمستخدمين، مثل العمر، والجنس، ومستوى التعليم، دورًا في تحديد مدى الثقة في النظام. علاوة على ذلك، يزيد فهم المنطق وراء قرارات الذكاء الاصطناعي والاطمئنان إلى انخفاض المخاطر المتعلقة بالخصوصية من مستوى الثقة.
ولتعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتحقيق نتائج موثوقة، يجب على القادة الاستثمار في تقنيات قوية وواضحة في أدائها. السمات البشرية قد تساعد على التبني الأولي، لكنها لا يمكن أن تحل محل الأداء الفعّال والدقة المستمرة.
اقرأ أيضًا:
شباب المملكة يتفوقون في الذكاء الاصطناعي ويحصدون المركز الأول عالميًا
الذكاء الاصطناعي يرتكب خطأ غريبًا تسبب بإحراج لإحدى شركات الشحن الأوروبية
الذكاء الاصطناعي يسافر 300 عام.. هكذا تخيل الدولة السعودية الأولى










