يجري العمل بقطاع التأمين السعودي وفق خطط طموحة لسد النقص في الكفاءات البشرية، ما يضمن نموذه باستمرار، وذلك عبر إطلاق حزمة من الشراكات الدولية وبرامج التدريب المتخصصة.
وتهدف هذه الخطوات إلى مواكبة النمو الهائل المستهدف للقطاع، والذي يسعى إلى مضاعفة حجمه الاقتصادي وزيادة عدد وظائفه بأكثر من الضعف بحلول عام 2030 تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة.
شراكات لتطوير الكفاءات في قطاع التأمين السعودي
أوضحت وكيل هيئة التأمين للخدمات المشتركة، الدكتورة غادة بن باز، أن أحد مستهدفات الهيئة منذ تأسيسها في 2023 هو بناء وتطوير الكفاءات.
وفي حديثها لبرنامج “أسواق السعودية” على قناة “الإخبارية”، اليوم الأربعاء، أشارت إلى وجود نقص حالي في الكفاءات المتخصصة، قائلة: “عندنا 4 أخصائيين اكتواريين لكل مليون من السكان، والمعيار الدولي وجود 7 إلى 10″،.
ولمعالجة هذه الفجوة، أطلقت الهيئة يوم الأربعاء، خلال مؤتمر “InGate” بالرياض، “مسرعة مهارات” تركز على الوظائف الاكتوارية كأحد أهم الوظائف المطلوبة في قطاع التأمين السعودي.
وتعتمد الهيئة في خطتها على شراكات استراتيجية لنقل الخبرات العالمية، وقالت الدكتورة غادة بن باز: “عقدنا اتفاقية مع جمعية الاكتواريين البريطانية التي عمرها 200 سنة”، مؤكدة أن الهدف هو نقل الخبرات المتراكمة إلى الكفاءات الوطنية.
وأضافت أن أحد البرامج يستهدف تطوير 34 سعوديًا حاصلين حاليًا على درجة “مشارك” لترقيتهم إلى درجة “زميل” في هذا المجال الدقيق.
وإلى جانب ذلك، تم عقد شراكة أخرى مع جامعة بريطانية في لندن لتقديم برنامج ماجستير يستهدف تطوير 150 قياديًا في القطاع بحلول عام 2030، سواء في مسارات التأمين والمخاطر أو الوظائف الاكتوارية.
ووفقًا لوكيل الهيئة، لن يقتصر البرنامج على الدراسة النظرية، بل سيتخلله تطبيق عملي في بنك بريطانيا وشركات عالمية لضمان اكتساب الخبرات الدولية.
وستتركز مشاريع التخرج لهؤلاء القادة على محاور مرتبطة برؤية 2030 واستراتيجية قطاع التأمين السعودي، مثل التأمين البحري، وتأمين الطاقة، والتأمين على المواقع الأثرية، والتأمين الحي، وغيرها من المجالات الواعدة.
ويأتي هذا التركيز على الكفاءات لمواكبة النمو المتسارع، حيث من المستهدف نمو أقساط قطاع التأمين السعودي من 65 مليار ريال حاليًا إلى 174 مليار ريال بحلول 2030.
كما يهدف قطاع التأمين السعودي إلى رفع عدد الوظائف من 17 ألف وظيفة حاليًا إلى 38 ألف وظيفة خلال نفس الفترة.
وأكدت أن الهيئة وضعت ممكنات عديدة لهذه الرحلة، تشمل برامج لإعادة تأهيل العاطلين عن العمل وتدريبهم.
وشددت على أن ما يميز قطاع التأمين السعودي هو قدرته على استيعاب جميع التخصصات، مشيرة إلى إمكانية الاستعانة بالمهندسين كمقيمين مخاطر ومكتتبين، وخريجي التاريخ للعمل في قطاع التأمين الأثري، وكذلك خريجي الجغرافيا للعمل في المسح.








