أعلنت هيئة تقويم التعليم والتدريب، ولأول مرة في تاريخ المملكة، استكمال تقويم وتصنيف جميع مدارسها، في خطوة تهدف إلى رفع جودة الأداء وتحقيق التميز المدرسي على نطاق وطني.
جاء الإعلان على لسان رئيس مجلس إدارة الهيئة، الدكتور خالد السبتي، خلال كلمته في “الملتقى الوطني للتميز المدرسي 2025” الذي انطلق اليوم الاثنين، حيث كشف عن تكريم 760 مدرسة حكومية وأهلية وعالمية وصلت إلى مستوى التميز.
وكشف السبتي أن هذا الإنجاز الضخم هو نتاج تطبيق “نموذج سعودي عالي الجودة” تم بناؤه لإعداد أفراد قادرين على المنافسة عالميًا بقيمهم ومعارفهم ومهاراتهم.
ويعتمد النموذج على ربط معايير الجودة بالاختبارات والبيانات الضخمة، مع الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي، بهدف إحداث أثر مستدام يدفع نحو تحسين مستمر في جودة التعليم، وأشار أن هذا النهج أسهم في تحقيق نمو في نسبة التميز المدرسي وصلت إلى 18% مع انتشار ثقافة التقويم في الميدان التعليمي.
وفقًا للسبتي، نفّذت الهيئة المشروع على مرحلتين؛ بدأت بتقويم ذاتي أجرته كل مدرسة بناءً على معايير محددة، تلتها مرحلة تقويم خارجي نفذها متخصصون وطنيون.
وشملت هذه العملية غير المسبوقة كافة المدارس في أكثر من 2200 مدينة وقرية، وتضمنت تنفيذ ما يقارب 1.5 مليون زيارة صفية ومقابلة، وأسهم فيها أكثر من 7 ملايين طالب ومعلم وولي أمر ومدير مدرسة، مما يعكس حجم التفاعل المجتمعي مع المشروع.
ونتج عن هذه الجهود ما يزيد على ملياري وحدة بيانات، شكلت مصدرًا رئيسيًا لـ”غرفة حالة التعليم” التي طورتها الهيئة مطلع عام 2025.
وتُقدم هذه المنصة تشخيصًا دقيقًا لحالة التعليم عبر 250 لوحة تفاعلية، مما مكن من قياس مؤشرات الأداء وتقديم تحليلات علمية لوزارة التعليم والجهات المعنية لدعم خطط التحسين.
وأثمرت هذه البيانات عن إصدار تقارير وبطاقات أداء لكل مدرسة، توضح نقاط القوة وأولويات التطوير، وهو ما يعزز من قدرة المدارس على تحقيق التميز المدرسي.
وأكد السبتي أن هذه البيانات تساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة وتحديد التدخلات العاجلة والاستراتيجية اللازمة للارتقاء بالمنظومة التعليمية، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في قطاع التعليم، ودعم رحلة التميز المدرسي المستدام.