تختلف الأمراض من حيث خطورتها وسرعة انتشارها، لكن هناك العديد من الأمراض التي تحصد الكثير من الأرواح في بداية ظهورها، ولكن مع تضافر جهود العلماء وعوامل الطبيعة تصبح بإنقضاء السنوات مجرد انتكاسة صحية في حياة المصاب بها، إلا أن الإنسان نجح في القضاء تمامًا على مرض واحد فقط على مدار التاريخ، وهو “الجدري”، ويبدو أننا على موعد قريب مع القضاء على مرض داء التنينات المعروف باسم الدودة الغينية ليصبح ثاني مرض يتم القضاء عليه بشكل نهائي، والمرض الأول الذي يتم القضاء عليه بدون لقاح.
وكشفت صحيفة “الغارديان” وفق لمركز كارتر الطبي في الولايات المتحدة أن عدد الحالات المصابة بالمرض 13 حالة على مستوى العالم في العام المنقضي، بواقع 5 حالات في جنوب السودان، و6 حالات في تشاد، وحالة وحيدة في اثيوبيا، وحالة أخرى مشتبه في اصابتها بدولة إفريقيا الوسطى، إلا أن الرقم ما زال مبدئيًا، وفي حال عدم ظهور حالات جديدة سيكون أدني مستوى للاصابة بالمرض منذ ظهوره.
وأثبتت الأبحاث والدراسات أن المياه الراكدة التي تحتوي على البراغيث الحاملة للطفيليات التنينة المدينية والذي يصنف من جنس الديدان المدورة الخيطية، وتنتشر في المناطق المدارية المهملة، وفي المجتمعات الريفية المحرومة من الخدمات والتي يعتمد سكانها على المياه الراكدة والبرك للحصول على مياه الشرب.
وفيما يخص خطورته فهو ليس من الأمراض التي تسبب الوفاة، لكنه يُصيب المريض بحالة شديدة من الاعياء وعدم القدرة على الحركة فيصبح عاجز عن القيام بأعماله اليومية لعدة أسابيع وقد تمتد لعدة أشهر في بعض الحالات.
العدد القليل لاصابات الدودة الغينية في عام 2022 لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة لجهود منظمة الصحة العالمية، والسلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم لمدة تتجاوز الـ 40 عامًا لمكافحة المرض والقضاء عليه، وذلك من خلال متابعة الحالات وتوفير المياه النظيفة الصالحة للشرب في أماكن انتشار المرض، وتوعية سكان تلك المناطق بخطورة استخدام المياه الراكدة والملوثة.
وبلغت حالات العدوى ذروتها في العام 1986، حيث أصيب ما يقرب من 3.5 مليون شخص في 21 دولة بقارتي آسيا وإفريقيا.
اختبار الاكتئاب من وزارة الصحة.. اعرف عن المرض ومستواه لديك
