أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن قطع فوري لجميع محادثات التجارة مع كندا، ملقيًا بالعلاقات مع ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في حالة من الفوضى. وهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الكندية سيتم تحديدها خلال الأسبوع المقبل.
وتأتي تلك الخطوة لتمثل تصعيدًا خطيرًا بعد فترة من الهدوء النسبي، وهو ما ساهم في تحطيم حالة التفاؤل التي سادت في وقت سابق اليوم بشأن مستقبل العلاقات التجارية مع كندا، حيث كان مسؤولون أمريكيون يتحدثون بإيجابية.
جاء قرار ترامب كرد فعل مباشر على إعلان وزير المالية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، في 19 يونيو، بأن كندا ستمضي قدمًا في خططها لتطبيق ضريبة الخدمات الرقمية اعتبارًا من 30 يونيو. وتستهدف هذه الضريبة شركات عملاقة مثل أمازون، وميتا، وغوغل، وأبل. وفي منشور عبر منصته للتواصل الاجتماعي، إذ اعتبر ترامب أن هذه الضريبة تمثل “هجومًا مباشرًا وواضحًا على بلدنا”، واصفًا كندا بأنها “دولة من الصعب للغاية التعامل معها تجاريًا”.
وبناءً على هذا الموقف، أعلن ترامب إنهاء كافة محادثات التجارة مع كندا “اعتبارًا من الآن”، مؤكدًا أن واشنطن ستحدد الرسوم الجمركية التي ستترتب على أوتاوا لمواصلة التعامل التجاري معها.
ما يزيد من حدة هذا التطور هو أنه يأتي في أعقاب مؤشرات إيجابية. ففي وقت سابق من يوم الجمعة، كان وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، قد أبدى تفاؤلًا بإمكانية إتمام صفقات تجارية مختلفة بحلول الأول من سبتمبر. كما يأتي هذا القرار بعد أقل من أسبوعين من اتفاق ترامب ورئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، على محاولة التوصل إلى اتفاق اقتصادي وأمني جديد خلال 30 يومًا، وهو ما يجعل قرار قطع محادثات التجارة بمثابة تراجع كامل عن هذا التفاهم.
وتحتل كندا المرتبة الثانية كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين مئات المليارات من الدولارات العام الماضي. والآن، ومع توقف محادثات التجارة والتهديد بفرض رسوم جمركية جديدة، يدخل البلدان الجاران في مرحلة من عدم اليقين، حيث يترقب الجميع ما ستحمله الأيام السبعة القادمة من قرارات قد تعيد تشكيل خريطة التجارة في أمريكا الشمالية.
