تلقي اضطرابات الرسوم الجمركية بظلالها على أسعار الذهب اليوم التي تراجعت لليوم الثالث على التوالي إلى ما دون 3000 دولار للأونصة، ليكون على شفا تسجيل أسوأ انهيار له منذ أكثر من 4 سنوات.
وتفاعل المتداولون مع سلسلة الإجراءات والقرارات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين بخصوص التعريفات الجمركية المفروضة على واردات كل منهما من السلع إلى بلاد الآخر، والتي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي، والتي انعكست على أسعار الذهب.
وانخفضت أسعار الذهب بنحو 2.7% قبل أن تقلص بعض خسائرها يوم الاثنين. وجاء ذلك في أعقاب تهديد الرئيس الأمريكي بفرض تعريفات جمركية إضافية على الصين بنسبة 50% إذا لم تتراجع عن رسومها الجمركية الانتقامية التي فرضتها على السلع الأمريكية بنسبة 34%.
وعلى الرغم من أن الذهب يبرز كمعدن أساسي للتحوط في فترة التقلبات السياسية والاقتصادية إلا أن أسعاره تراجع خلال الأيام الماضية. ولكن دانيال غالي، كبير استراتيجيي السلع، قال في مذكرة أن الذهب سيظل “مفرط الشراء” من قبل المستثمرين، وأن “تخفيض الديون هو الخطر الأبرز”.
بحسب ما نشرته قناة CNBC فإن المتداولين يبيعون المعدن الأصفر إلى جانب أصول أخرى منذ يوم الخميس الماضي بسبب المخاوف التي أثارتها رسوم ترامب الجمركية من اندلاع حرب تجارية عالمية وتغذية الركود الاقتصادي. وعارض مسؤولون تنفيذيون كبار في وول ستريت سياسة ترامب الاقتصادية الجديدة.
ويأتي تراجع أسعار الذهب بعد أيام قليلة من وصولها إلى مستوى قياسي مرتفع بفضل الطلب على الملاذ الآمن وسط تزايد المخاطر الجيوسياسية. وعلى الرغم من أن الذهب يستفيد عادةً من فترات الاضطراب – ولا يزال مرتفعًا بنسبة 14% هذا العام – إلا أن الاضطراب الشديد في السوق يدفع المستثمرين أحيانًا إلى تصفية حيازاتهم.
ويُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوّط ضد التضخم وعدم الاستقرار المالي. ومع تصاعد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الاقتصاد العالمي، ازداد الطلب على الذهب من قبل المستثمرين، الذين يسعون إلى حماية ثرواتهم من تقلبات الأسواق. قبل أن يعاود الانخفاض مرة أخرى.
اقرأ أيضًا:
لماذا ترتفع أسعار الذهب في المملكة؟
أعلى قفزة في أسعار الذهب منذ 40 عامًا.. ما الأسباب؟
إنفوجرافيك| القمم التاريخية لأسعار الذهب خلال الأعوام الماضية
