يعتبر الكاكاو من أهم المحاصيل عالميًا وأكثرها طلبًا، باعتباره المكون الرئيسي لإنتاج الشوكولاتة، فأي مناطق العالم تزرع بها الكميات الأكبر منه؟
يأتي أكثر من نصف محصول العالم من الكاكاو من ساحل العاج وغانا.
وتسبب ضعف عائدات الحصاد في ارتفاع أسعار الكاكاو بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. ارتفعت العقود الآجلة للسلعة لشهر مايو إلى أكثر من 10000 دولار في التداول خلال اليومين الماضيين.
يأتي حوالي ثلاثة أرباع محصول الكاكاو العالمي من البلدان الأفريقية، وفي المقام الأول من منطقة غرب أفريقيا.
ووفقًا لتقديرات المنظمة الدولية للكاكاو في فبراير 2024، فإن موسم الحصاد العالمي 2023-2024 سيكون أقل بكثير من مستوى السنوات السابقة عند حوالي 4.5 مليون طن.
ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الانخفاض الكبير في حجم الحصاد من أفريقيا، والذي سينخفض بنحو 0.4 مليون طن إلى 3.2 مليون طن.
ذكرت وكالة “Bloomberg” أن أسعار الكاكاو التي زادت أكثر من الضعف خلال 3 أشهر فقط، أجبرت التجار وصانعي الشوكولاتة على جمع المزيد من الأموال لتغطية صفقاتهم أو الخروج من السوق.
وساهم ضعف المحاصيل في غرب أفريقيا في هذا الارتفاع، حيث يُزرع معظم إنتاج الكاكاو بالعالم، مما أدى إلى نقص للسنة الثالثة على التوالي.
ويثير ارتفاع الأسعار المخاوف من تكرار سيناريو “فشل الشركات” مثل ما حدث في المؤسسات الأوروبية خلال أزمة الطاقة الأخيرة، عندما خرجت أسعار الغاز عن السيطرة، واضطرت الحكومات إلى إنقاذ المؤسسات، حسب الوكالة.
وقالت “Bloomberg” إن هناك خطرًا من أن تستمر الأزمة لفترة طويلة، مع تأثير تغير المناخ وأمراض المحاصيل على الأشجار، وتزايد المخاوف من دخول الإنتاج في ساحل العاج وغانا في فترة تدهور هيكلي.
وأدى نقص إمدادات حبوب الكاكاو إلى سباق لتأمين الحبوب في الأماكن التي تزرع فيها؛ ففي ساحل العاج، سارع العديد من التجار والمصنعين إلى الحصول على الإمدادات من خلال دفع مبالغ أعلى للمزارعين، من الأسعار التي حددتها الحكومة.
وحسب “Bloomberg”، فمن المتوقع أن يصل العجز إلى نحو 500 ألف طن هذا الموسم، أي ما يعادل حوالي عُشر السوق العالمية، فيما سيكون هناك عجز آخر قدره 150 ألف طن في الموسم المقبل.
وتكافح مصانع معالجة الكاكاو تحت وطأة ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى تباطؤ عملها أو توقفها تمامًا في بعض الدول مثل غرب أفريقيا.
