اشتعلت الأزمة ودقت طبول الحرب، وبدأت التحركات العسكرية الروسية لغزو أوكرانيا فجر اليوم الخميس، وسط تنديد دولي بتحرك موسكو.
يبدو أن تحركات بوتين، أحرجت الجميع وبعثرت الأوراق، فالقوى الدولية المختلفة تبحث الآن سبل مواجهة التحرك العسكري الروسي، وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي “الناتو“، فكيف سيتحرك؟ وهل سيدافع عن أوكرانيا وهي ليست من أعضائه؟
يعمل الناتو منذ فترة على تطوير القدرات العسكرية لأوكرانيا، لتتمكن من الدفاع عن أراضيها وصد العدوان الروسي الذي كان محتملًا قبل اليوم، كما وعد الحلف الجانب الأوكراني بالمساعدة في صد الهجمات الإلكترونية المحتملة، وبتوفير معدات اتصال آمنة للقيادة العسكرية في كييف.
وكان حلف شمال الأطلسي قد أعلن سابقًا، أنه ليس لديه أي خطط لنشر قواته في أوكرانيا في حال تعرضت لغزو روسي، لكنه وعد بالتركيز على تقديم الدعم بمختلف الطرق، إذ سبق أن تعهد الرئيس جو بايدن، بعدم نشر قوات أمريكية في أوكرانيا مهما كانت الظروف.
[two-column]
تحرك قوات حلف الناتو أمر يتطلب الكثير من الوقت، خاصة أن الحلف هو منظمة سياسية عسكرية تتكون من 30 دولة لكل منها أولويات مختلفة، وتتخذ قراراتها بشكل جماعي
[/two-column]
بعد قيام بوتين بضم القرم عام 2014، تحرك حلف الناتو بخطوات عديدة، تحسبًا للتداعيات المحتملة للصراع الروسي الأوكراني، وتحديدًا في منطقة البحر الأسود وبحر البلطيق، إذ نشرت وزارة الدفاع الأمريكية حوالي 8500 جندي في حالة تأهب قصوى، فيما أرسلت الدنمارك فرقاطة إلى بحر البلطيق وأربع طائرات حربية من طراز F-16 إلى ليتوانيا، كما أرسلت إسبانيا كاسحة ألغام وفرقاطة للانضمام إلى القوات البحرية لحلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود.
تحرك قوات حلف الناتو أمر يتطلب الكثير من الوقت، خاصة أن الحلف هو منظمة سياسية عسكرية تتكون من 30 دولة لكل منها أولويات مختلفة، وتتخذ قراراتها بشكل جماعي، وعليه فإن تعبئة القوات لتتحرك بشكل مشترك للدفاع عن أوكرانيا سيأخذ وقتًا طويلًا.
بالنسبة لوضع قوات حلف شمال الأطلسي في الرقعة المحيطة بأوكرانيا، فيأتي حاليًا على النحو التالي: 4 مجموعات قتالية بحجم كتائب متعددة الجنسيات، أي حوالي 4000 جندي، بقيادة كندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في لاتفيا، وليتوانيا، وإستونيا وبولندا.
وفقًا لسير الأمور حتى الآن؛ التحرك الأكبر للناتو قد لا يأتي قبل حلول يونيو المقبل، فمن المقرر أن يجتمع قادة الحلف في قمة مدريد، وبالتالي قد تكون فرصة جيدة للاتفاق حول خطة جديدة تتركز استراتيجيًا على ردع روسيا.
دونيتسك ولوغانسك.. ماذا نعرف عن إقليم دونباس الذي أشعل صراع روسيا وأوكرانيا؟
ما بعد الغزو الروسي.. خسائر كبرى متوقعة للاقتصاد العالمي
