اختبر العالم على مدى السنوات الأخيرة تضخمًا كبيرًا، وهو ما أثّر على المستهلكين بصورة مباشرة، إذ أصبحوا ينفقون أموالًا أكثر للحصول على السلع والخدمات، ولكن بالنظر إلى الوضع منذ بداية الألفية وحتى الآن، نجد أن هناك أسعارًا انخفضت بالفعل.
تأثير التضخم على الأسعار من 2020 إلى 2022
أنشأ مارك جيه بيري من معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة “AEI” مخططًا بيانيًا للتغيرات في الأسعار داخل الولايات المتحدة منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
خلاصة المخطط أن العديد من السلع الاستهلاكية شهدت انخفاضًا في الأسعار، بينما شهدت الفئات الرئيسية غير القابلة للتداول زيادات هائلة.
لماذا ارتفعت أسعار الرعاية الصحية والتعليم؟
وفقًا للمخطط، هناك نوعان من الخدمات الأساسية يسيران بزيادة لا تتوقف في الأسعار، هما الرعاية الصحية والتعليم.
يقول بيري إن هناك عدد من الأسباب وراء استمرار ارتفاع التكاليف في قطاع الرعاية الصحية، تشمل ارتفاع تكاليف العمالة، وكبر السن، والتكنولوجيا الأفضل، والسياحة العلاجية، كما أن أسعار المنتجات الصيدلانية وخدمات المستشفيات مساهم رئيسي في الزيادات.
ويحذر خبراء اقتصاد من أن ارتفاع التكاليف الطبية سيكون له عواقب وخيمة على سكان الولايات المتحدة، حيث تشير البيانات الحديثة إلى أن نصف الأمريكيين يتحملون الآن ديونًا طبية، وأن الغالبية مدينة بمبلغ 1000 دولار أو أكثر.
بجانب الرعاية الصحية في أعلى الرسم البياني هناك أيضا التعليم، فمنذ عام 2000 ارتفعت أسعار التعليم بنسبة 178% وقفزت الكتب الجامعية بنسبة 162%.
كالعادة، يتأثر الطلاب ذوي الدخل المنخفض بشكل أكبر بارتفاع الرسوم الدراسية، حيث أصبحت الإعانة الحكومية تغطي جزءًا أقل بكثير من الرسوم الدراسية مما كانت عليه في السابق، وقطعت غالبية الدول التمويل للتعليم العالي في السنوات الأخيرة.
ما السلع التي انخفضت أسعارها؟
على الرغم من ارتفاع تكاليف الضروريات مثل التعليم والرعاية الصحية، إلا أن المستهلكين شهدوا انخفاض أسعار بعض السلع والخدمات بشكل كبير.
كانت أجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة عنصرًا باهظ التكاليف في مطلع القرن، حيث شراء واحد حينها كان سيكلف حوالي 17% من متوسط الدخل في ذلك الوقت (42148 دولارًا).
سرعان ما بدأت أسعار أجهزة التلفزيون في الانخفاض، واليوم سيكلف جهاز تلفزيون جديد أقل من 1% من متوسط الدخل في الولايات المتحدة (54132 دولارًا).
وبالمثل، أصبحت الخدمات والهواتف الخلوية أرخص خلال العقدين الماضيين أيضًا.
وعلى المدى الطويل، ظلت سلع مثل الملابس والمفروشات المنزلية ثابتة نسبيًا في السعر، حتى بعد موجة التضخم الأخيرة.
