عالم

منطقة كالمقبرة.. الحدود المكسيكية الأمريكية ثقب أسود يبتلع المهاجرين

مرت 6 أشهر منذ اختفاء جوزيه أنطون، كانت آخر مرة تحدثت فيها عائلته معه في أغسطس 2022، قبل محاولته عبور الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

قال شهود إن الشاب البالغ من العمر 27 عامًا حاول دخول الأراضي الأمريكية عبر مدينة رينوسا المكسيكية الحدودية، لم يكن يحمل بطاقة هويته الفنزويلية معه، ولم يكن لديه أي وشوم أو علامات جسدية يمكن أن تساعد السلطات أو الجماعات المحلية في التعرف على رفاته.

حالة أنطون ليست وحيدة، بل جزء صغير من مأساة قارية، تقدر المنظمة الدولية للهجرة أن الحدود مع المكسيك شهدت أكثر من 4000 حالة وفاة منذ عام 2014، ولكن هذا الرقم أعلى على الأرجح لأن الكثيرين، مثل أنطون، لا يزالون في عداد المفقودين.

في يناير وحده، وثق مركز حقوق الإنسان في جنوب تكساس 65 شخصًا مفقودًا، كل يوم، يتلقون مكالمات من أقاربهم المقيمين في مدن أمريكية أخرى أو في أمريكا اللاتينية يطلبون من أحبائهم عبر الحدود بمساعدة مهرب وفقدهم.

تحارب هذه المنظمة غير الحكومية الصغيرة من أجل حقوق المهاجرين غير الشرعيين في تكساس، سواء كانوا أمواتًا أو أحياء، والعائلات تبحث عنهم بلهفة.

يُعد جنوب تكساس مقبرة للعديد من المهاجرين، وينطبق هذا بشكل خاص على مقاطعة بروكس، حيث يوجد أعلى معدل وفيات للمهاجرين في جميع أنحاء تكساس، منذ عام 2009، وقد انتُشلت جثث أكثر من 920 شخصًا.

تقع نقطة تفتيش دورية الحدود على بعد أقل من 140 كيلومترًا من الحدود المكسيكية، وهي مفترق طرق لأولئك الذين يدخلون عبر حدود تكساس لأنها تتصل بالمدن الكبرى، لكن وجود سلطات إنفاذ القانون في المنطقة يدفع المهاجرين غير الشرعيين إلى مسارات منعزلة وخطيرة.

يضيع الكثير في المزارع أثناء محاولتهم التحايل على هذه الضوابط، وغالبًا ما يموتون من الجفاف أو لدغات الثعابين أو من شرب المياه الملوثة.

في المناطق الحدودية، يعتمد نهج الولايات المتحدة على المنع من خلال الردع، مما يثني المهاجرين عن دخول الولايات المتحدة من خلال جعل عبور الحدود أكثر صعوبة أو خطورة.

تزور عائلات المفقودين مكتب العمدة كل شهر، تحتوي المجلدات المحددة بعبارة “بقايا بشرية” على العمود الفقري على عشرات الصور مع عظام أو جثث إلى جانب وصف موجز وتاريخ ومكان الاكتشاف.

ظروف التضاريس المحلية تعيق البحث عن المفقودين، التربة في المزارع رملية وتهب رياح قوية عبر السهول في المنطقة، وأحيانًا تختبئ الجثث تحت الرمال لعدة أيام.

لكن حتى عند العثور على الجثث، لا يتم إرسالها دائمًا إلى مكتب الفاحص الطبي لتحديد سبب الوفاة أو الهوية، بسبب ارتفاع عدد الوفيات ونقص الموارد، تقوم بعض المقاطعات بدفن المهاجرين بشكل غير قانوني دون تحديد هوية مسبقة، ما يطيل أمد بحث العائلات وألمها لسنوات.

أهم أخبار العالم.. غرق عشرات المهاجرين قرب سواحل تونس وروسيا تهاجم شرق أوكرانيا من جديد

صور: احتجاز المهاجرين في هايتي

أهم أخبار العالم.. غرق عشرات المهاجرين قرب سواحل تونس وروسيا تهاجم شرق أوكرانيا من جديد