حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، “رامز الأكبروف” من خطورة الوضع الإنساني في أفغانستان، خاصة أن المخزون الغذائي في البلاد قد ينفذ خلال الشهر الجاري.
وتابع “الأكبروف” في افادته الدورية حول الأوضاع في أفغانستان، أن أكثر من نصف الأطفال لا يعرفون ما إذا كانوا سيتناولون وجبة طعام الليلة أم لا، مطالبًا بضرورة استئناف إرسال المساعدات المادية لإنقاذ الوضع.
تملك أفغانستان مليارات الدولارات المجمدة في الخارج، ولكنها رهينة قرارات القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، حيث جمدت واشنطن 9.5 مليار دولار من الأموال الاحتياطية الدولية لأفغانستان، وضغطت على صندوق النقد الدولي لتعليق تحويل أكثر من 400 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية إلى “طالبان” التي سيطرت على مقاليد الأمور في البلاد.
الوضع الحالي في أفغانستان ضبابي ولا يمكن التكهن به، فطالبان تطالب بالأموال لتستطيع تصريف شؤون البلاد، وجلب الغذاء اللازم، بينما لا تثق بريطانيا والولايات المتحدة في نواياها ويطالبون الحركة بضرورة تقديم ضمانات لعدم استغلال تلك الأموال في التسليح، ولعدم جعل أفغانستان مرتعًا للإرهاب، بالإضافة إلى تقديم ضمانات تقضي بمنح المواطنين حرية التنقل في الدخول والخروج من البلاد، بالإضافة إلى دعم حقوق المرأة.
موقف أمريكا من الأموال المجمدة
الولايات المتحدة متمسكة بعدم رفع الحظر عن الأموال المجمدة، حيث قال الرئيس “جو بايدن”، اليوم الثلاثاء إن اعتراف واشنطن بحكومة طالبان في أفغانستان مازال بعيدًا، وهو ما ينذر بتفاقم الوضع.
وترفض أمريكا العديد من الضغوطات الدولية سواء من الأمم المتحدة أو روسيا، للإفراج عن الأموال وتربط الأمر بضرورة وجود حكومة معترف بها دوليًا في البلاد.
وفي نفس السياق أكد الخبراء، أن الإفراج عن الأموال الأفغانية المجمدة لدى صندوق النقض الدولي تحديدًأ لم يعد في يد واشنطن، ولكن الأمر الان يحتاج إلى اعتراف دولي بحكومة أفغانية ليستطيع الصندوق التعامل معها.
[two-column]
أشار “جونسون” إلى أنه دعا إلى قمة جديدة لمجموعة السبع، حتى تكون هناك رؤية موحدة حول موقف المجتمع الدولي من “طالبان” في أفغانستان
[/two-column]
بريطانيا تربط رفع الحظر بموقف دولي موحد من “طالبان”
بينما يرى رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”، ضرورة الضغط على “طالبان” بكافة الوسائل المتاحة سياسيًا واقتصاديًا لإجبارها على تحقيق مصالح الشعب الأفغاني.
وأكد “جونسون”خلال كلمته أمام البرلمان البريطاني، أمس الاثنين أن “طالبان” تريد الأموال المجمدة، وتتطلع إلى الإعتراف الدولي بها، ولكن ذلك لن يحدث بدون ضمانات حقيقية من “طالبان”.
وشدد رئيس وزراء بريطانيا، على أن بلاده هدفها تكوين إجماع دولي خلف المبادئ المتمثلة بالسماح للمتعاونين الأفغان بمغادرة البلاد، واحترام حقوق النساء وعدم تحويل البلاد إلى ملاذ للإرهابيين.
وأشار “جونسون” إلى أنه دعا إلى قمة جديدة لمجموعة السبع، حتى تكون هناك رؤية موحدة حول موقف المجتمع الدولي من “طالبان” في أفغانستان، لسرعة البت في الطريقة المناسبة لإعادة فتح قنوات وصول الأموال إلى البلاد.