عالم

أسباب جعلت زلزال تركيا ضمن الأكثر تدميرًا خلال قرن

أسفر الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين الماضي، حتى الآن عن مقتل أكثر 15 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف بجروح.

وشهدت البلدان خسائر ضخمة جراء الزلزال، فانهارت آلاف المباني، وحذرت وكالات الإغاثة من تداعيات “كارثية” في شمال غرب سوريا، حيث كان الملايين من المستضعفين والنازحين يعتمدون بالفعل على الدعم الإنساني.

وفي الوقت الذي  تستمر فيه جهود الإنقاذ الضخمة لإخراج الناجيين من تحت الأنقاض بمساعدة المجتمع الدولي في عمليات البحث والتعافي، حذرت الوكالات من أن الوفيات قد ترتفع بشكل كبير، بحسب سي إن إن.

قوة الزلزال

يعتبر الزلزال واحدًا من أقوى الزلازل التي ضربت المنطقة منذ قرن، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال وقع على بعد 23 كيلومترا شرقي نورداجي في مقاطعة غازي عنتاب التركية على عمق 24.1 كيلومترا.

وأعقبه بعد ذلك سلسلة من الهزات الارتدادية في أنحاء المنطقة في الساعات التي تلت الحادث الأول مباشرة، وجاءت هزة ارتدادية قوتها 6.7 على مقياس ريختر بعد 11 دقيقة من وقوع الزلزال الأول، لكن الزلزال الأكبر الذي بلغت قوته 7.5 درجات، وقع بعد حوالي تسع ساعات في الساعة 1:24 مساءً، وفقًا للهيئة.

وضربت هذه الهزة الارتدادية المنطاطق الواقعة شمال منطقة الزلزال الأولى التي تبعد حوالي 95 كيلومترًا، وكانت الأقوى من بين أكثر من 100 هزة ارتدادية تم تسجيلها حتى الآن.

وانهارت أكثر من 5700 مبنى في تركيا، وفقًا لوكالة الكوارث في البلاد، إذ يعد الزلزال أحد أقوى الزلازل التي شهدتها تركيا في القرن الماضي.

والزلازل القوية ليست غريبة على تركيا، فضربت البلاد سبعة زلازل بقوة 7.0 درجات أو أكثر خلال الـ 25 عامًا الماضية.

كما أنه أقوى زلزال يضرب أي مكان في العالم منذ أن ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 8.1 درجات منطقة بالقرب من جزر ساندويتش الجنوبية في جنوب المحيط الأطلسي في عام 2021.

التوقيت

ساهم عدد من العوامل في جعل الزلزال بهذه القوة، كان منها التوقيت الذي حدث فيه، إذ تزامن وقوعه في الساعات الأولى من الصباح مع تواجد الجميع في أسرّتهم وهم الآن محاصرون تحت أنقاض منازلهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الطقس البارد جعل من الوصول إلى المناطق المتضررة أمرًا صعبًا، وجهود الإنقاذ والإنعاش على جانبي الحدود أكثر صعوبة.

وتشير توقعات الأرصاد للمناطق المتضررة في تركيا إلى أنها ستشهد انخفاضًا أكبر في درجات الحرارة، ومع استمرار هطول الأمطار والثلوج في المنطقة، سيتعرض المحاصرون تحت الأنقاض منذ أيام لخطر انخفاض درجة حرارة الجسم.

انهيار المباني

مع وجود الكثير من الأضرار في كلا البلدين، بدأ الكثير في طرح أسئلة حول الدور الذي قد تلعبه البنية التحتية المحلية للبناء في المأساة.

قال المهندس الإنشائي في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كيشور جيسوال، إن تركيا تعرضت لزلازل كبيرة في الماضي، بما في ذلك الزلزال الذي ضرب جنوب غرب تركيا في عام 1999 وأودى بحياة أكثر من 14000 شخص. وبسبب هذا، هناك لديها لوائح بناء لضمان قدرة المشروعات على تحمل هذه الأنواع من الأحداث.

وأردف جايسوال، أنه لم يتم بناء جميع المباني وفقًا لمعايير الزلازل التركية الحديثة، هذا القصور يؤكد أن العديد من المباني لا يمكنها تحمل شدة الصدمات.

وقال مصطفى إردك، أستاذ هندسة الزلازل في جامعة بوغازيتشي في إسطنبول: إنه يعتقد أن العديد من المباني التي انهارت تم بناؤها على الأرجح قبل عام 1999 أو بلوائح قديمة.

الحياة تحت الأنقاض

على الرغم من التحديات المتزايدة، حث المهندس الإنشائي ومنسق الشؤون الإنسانية رجال الإنقاذ على عدم التخلي عن الأمل حيث يمكن العثور على الناجين لمدة تصل إلى أسابيع بعد الزلزال الهائل الذي ضرب المنطقة.

لكن خبراء آخرين يحذرون من أن نافذة البحث والإنقاذ بعد الزلزال تغلق بسرعة. قال إيلان كيلمان، أستاذ الكوارث والصحة في يونيفرسيتي كوليدج لندن: “عادةً ما يتم إنقاذ عدد قليل من الناجين بعد 72 ساعة، ومع ذلك فإن بعض الناس يتم تخليصهم بعد عدة أيام.”

وأضاف: “الوقت هو العدو دائمًا، يموت الناس بسبب الاحتياجات الطبية الفورية مثل النزيف حتى الموت أو الاستسلام للإصابات أو بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم، وكذلك نقص الطعام والماء في انتظار الإنقاذ”.

أرباح آبل من هواتف “آيفون” منذ طرحها لأول مرة

روبوت فنان.. كيف يرسم “فريدا” اللوحات باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

فيديو.. الطفل تركي باجنيد يحلّ معادلة رياضية طويلة في 10 ثوان