أبرزت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية المخاطر الجيوسياسية وكيف يمكن أن تؤثر على سلاسل التوريد وتحول التجارة إلى سلاح.
وبتعبير آخر قد يكون أدق، فإن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى عقوبات تجارية وأزمة غذائية ونقص في الطاقة.
ورسمت مؤسسة Hinrich Foundation المعنية بالنهوض بالتجارة العالمية المستدامة، تصورًا للمخاطر الجيوسياسية وكيف ترتبط باختلاف الاقتصاد في كل بلد، معتمدة على بيانات من مؤشر التجارة المستدامة لعام 2022، الذي أصدرته مؤسسة Hinrich بالتعاون مع مركز التنافسية العالمي IMD.
استقرار الاقتصاد
وتقول المؤسسة إن المخاطر الجيوسياسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعني أن الاقتصادات النامية عادة ما يكون لديها استقرار أقل.
كمثال، تتمتع نيوزيلندا بأعلى مستوى من الاستقرار، مدعومًا على الأرجح بحقيقة أنها دولة صغيرة ليس لها جيران مباشرون، وأنها اتخذت خطوات لإصلاح العلاقات مع الشعوب الأصلية.
فيما تتمتع الولايات المتحدة باستقرار معتدل، على الرغم من زيادة الاستقطاب السياسي الذي أدى إلى انخفاض ثقة الناس في المؤسسات، والمزيد من الآراء السلبية لأشخاص من الحزب المعارض.
ولكن بصفتها أكبر اقتصاد في العالم، تواجه الولايات المتحدة أيضًا مخاطر جيوسياسية مثل الرسوم الجمركية المتصاعدة نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وتتمتع روسيا بأدنى مستويات الاستقرار، وساهم في ذلك الحرب التي ترتبت على غزوها لأوكرانيا، إلى جانب الحواجز الاقتصادية التي تقيد النشاط التجاري العادي.
وأدت العقوبات المفروضة على روسيا وإغلاق الموانيء الأوكرانية إلى نقص الغذاء، إذ يوفر البلدان ثلث القمح في العالم و 75٪ من إمدادات زيت عباد الشمس.
تأثير المخاطر الجيوسياسية
يمكن أن تؤدي المخاطر الجيوسياسية إلى اضطرابات مدنية وحروب، كما أن لها عواقب اقتصادية بما في ذلك الاضطرابات التجارية.
ووفق تقديرات البنك الدولي، فإن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستؤدي إلى انخفاض التجارة العالمية بنسبة 1٪ ، ومن ثم انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.7٪، وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات منخفضة الدخل بنسبة 1٪”.
وكدليل، وجدت دراسة منفصلة أن عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته باكستان عبر تاريخها، قد أثر سلبًا على حركة التجارة في البلاد.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المخاطر الجيوسياسية مجرد عنصر واحد من عناصر استدامة التجارة في الاقتصاد، إذ يستخدم مؤشر التجارة المستدامة عددًا من المقاييس الأخرى، لقياس قدرة الاقتصادات على التجارة بطريقة توازن بين النمو الاقتصادي والتنمية المجتمعية وحماية البيئة.
السباق نحو القمر يتحدى الأزمات الاقتصادية والصراعات الجيوسياسية