شهدت الأيام الماضية عودة لتوتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بسبب إسقاط القوات الجوية الأمريكية منطاد للتجسس تم إطلاقه من بكين، إذ تؤكد الصين أن المنطاد للاستطلاع وأن الطقس هو من جرفه إلى المجال الجوي الأمريكي، لكن واشنطن ما زالت غير مقتنعة بتلك الرواية، وترى أن المنطاد مجهز بأدوات ومستشعرات لجمع معلومات استخباراتية، ونستعرض معكم في هذا التقرير كيفية عمل المناطيد كبديل للأقمار الصناعية في مجال التجسس
منطاد التجسس وآلية عمله
عادة ما يحتوي المنطاد التقليدي الذي كان يستخدم قديمًا قبل ظهور وانتشار الطائرات، على غاز مثل الهيدروجين والهيليوم الذي يساعدها على الطفو مع الريح، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن هذا المنطاد كان يحتوي على مراوح للمساعدة في توجيهه، ولديه القدرة على المناورة وتغيير اتجاهه.
ويكون حجم منطاد التجسس ضخماً بما يعادل 3 حافلات، وتحلق بارتفاع شاهق يتخطى الطائرات التجارية، وأوضح البنتاجون في تقريره حول المنطاد الذي تم إسقاطه كان يطفو على ارتفاع حوالي 60 ألف قدم، بينما ترتفع معظم الطائرات التجارية إلى 40 ألف قدم.
يحتوي الجزء السفلي من المنطاد على “بالون” ، يمكنه إدخال الهواء وإخراجه، وكلما زاد الهواء انخفض المنطاد لأن الهواء العادي أثقل من الهيليوم، إذا كلما أراد المنطاد الارتفاع يخرج الهواء ليسحبه الهيليوم لأعلى، وهذا سبب وجود المراوح في المنطاد سبب الأزمة للتحكم في عملية دخول الهواء وخروجه، وعدم الاعتماد على الرياح المحيطة التي قد تفتقد للدقة المطلوبة.
تجهيزات منطاد التجسس
يقول “إيان بويد” مهندس الطيران بجامعة “كولورادو بولدر”، أن المنطاد المراد استخدامه في التجسس يتم تزويدها بكاميرات وأجهزة استشعار ورادارات تشير إلى الأرض ، وجميعها مدعومة بألواح شمسية ملحقة.
وأشار “بويد” إلى أن منطاد التجسس قد يكون مجهزاً أيضًا بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، مما يسمح لها بالتصوير في الظلام من الحرارة.
ووفقا للولايات المتحدة، فإن المنطاد الذي تم إسقاطه كان يحمل معدات في الكبسولة الموجودة أسفله، والتي لا يحتاجها منطاد المتخصص في رصد أحوال الطقس.
وأكد الخبراء أن المنطاد أرخص وأسهل في الإطلاق من الأقمار الصناعية، والتي تتطلب إطلاقًا من صاروخ.
أسباب اختيار الصين للمنطاد
قال “جون بلاكسلاند” أستاذ دراسات الأمن الدولي والاستخبارات في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن عدداً من المحللين يرون أن الصين أرادت اختبار المنطاد عند دخوله المجال الجوي للولايات المتحدة، وهل سيتم اكتشافه سريعًا أم سينجح في التخفي، لكنه لا يرجح هذا التحليل، لأن المجال الجوي الأمريكي مراقب من قبل سلطات الطيران المدني الأمريكية، والقوات الجوية الأمريكية، و”ناسا”، وشبكات الأرصاد الجوية.
ويرى “إيان بويد” أن المنطاد قد يكون رسالة سياسية، وإثبات أنها تمتلك مجموعة من الخيارات التكنولوجية عندما يتعلق الأمر بالمراقبة.
استخدام المنطاد في الحروب
كان أول استخدام للمنطاد في أغراض عسكرية سواء المراقبة أو الهجوم على الأعداء عام 1794، حيث استخدم الفرنسيون المناطيد الجوية المأهولة لمراقبة العدو في أثناء معركة “فلوروس”، لكنه لعب دورًا أكبر في الحرب العالمية الثانية بعد أن أطلقت اليابان آلاف البالونات الهيدروجينية التي تحمل قنابل، باتجاه الولايات المتحدة وكندا.
كما أرسلت الولايات المتحدة أيضًا العديد من المناطيد فوق الاتحاد السوفيتي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي بهدف الاستطلاع والتجسس.
“واجهة الدماغ والحاسوب”.. هل تتحكم التكنولوجيا في ترجمة أفكارنا إلى كلام؟
جوجل تطلق منافس ChatGPT وتبدأ معركة الذكاء الاصطناعي ضد مايكروسوفت