تقنية

هل يُغير ميتافيرس من شكل بيئة العمل في المستقبل؟

تتمحور التوقعات المستقبلية حول الاتجاه لاعالواقع الافتراضي “ميتافيرس” كوسيلة أساسية لاستخدام الإنترنت من خلال تقنيات الواقع الافتراضي المُعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، بدلًا من الإنترنت ثنائي الأبعاد بشكله الحالي.

وفي ظل التغييرات الحالية التي طرأت على بيئة العمل بسبب تداعيات جائحة كوفيد- 19، والتي تجلت في الإغلاق الذي استمر لعامين ورسخ لمفهوم العمل عن بُعد، برز السؤال حول تأثير الواقع الافتراضي على بيئة العمل في المستقبل.

“ميتافيرس”

ترجع نشأة هذا المصطلح إلى نيل ستيفينسون الذي ابتكره قبل 30 عامًا في في كتاب بعنوان “سنو كراش”، والذي يجد فيه بطل القصة أن حياته ستكون أفضل إذا كانت في العالم الافتراضي.

وتزايد مؤخرًا الاهتمام بما يُطلق عليه “ميتافيرس”، وهي تقنية تتواصل فيها العوالم الافتراضية ببعضها البعض بطريقة مختلفة عما يحدث حاليًا عن طريق التنقل داخل هذا العالم في هيئة شخصية رقمية “أفاتار”.

 ولكن الحديث حول استخدام هذه التقنية في العمل قد يكون مبكرًا قليلًا، إذ أنه شئ غير موجود حتى الآن، وهناك اختلافات بين المُتبنين للمفهوم حول مضمونه وطبيعته.

وترى الشركات في “ميتافيرس” وسيلة لتحقيق الأرباح، وبدأ البعض منها بالفعل في فتح فروعًا لها عبر منصات حديثة مرتبطة به مثل “هورايزون وورلدز” التابعة لشركة ميتا، فيما تبيع شركة نايكي حاليًا أحذية رياضية افتراضية.

خطوات حقيقية

تغيير اسم شركة فيسبوك إلى ميتا فيرس في أكتوبر 2021 تُعتبر الخطوة الأولى في اتجاه تحويل الخيال العلمي إلى تقنية حقيقية وفق رؤية مليارية بقيادة مارك زكبرغ مؤسس الشركة، والتي تستهدف العمل على تطوير ميتافيرس.

ولكن هذه المبالغ الضخمة دفعت بعض المساهمين في الشركة للإعراب عن قلقهم من حجم الإنفاق على الواقع الافتراضي، خصوصًا في ظل المشكلات الفنية التي تعاني منها منصة الواقع الافتراضي هورايزون وورلدز اللتان تمتلكهما الشركة.

تخوفات

المدير التنفيذي لشركة Improbable المتخصصة في صناعة برمجيات ميتافيرس، ومؤلف كتاب Virtual Society (المجتمع الافتراضي)، هرمان نارولا، بدا غير مقتنعًا بتجربة زاكربرغ، فيقول إن العمل من خلال ميتافيرس سيتطلب المزيد من المراقبة وبالتالي المزيد من الوظفين، بخلاف أن الهدف الأساسي من الواقع الافتراضي هو الاستفادة من تجارب جديدة وليس نقل تجاربنا في الواقع الحقيقي.

من ناحية أخرى، يقول توم فيسك، محرر نشرة Immersive Wire الإلكترونية المتخصصة في شؤون التكنولوجيا، إنه مناقشة العمل داخل ميتافيرس مازال مبكرًا، في ظل الصعوبات التي تحيط بالفكرة، وتعريفه غير الواضح حتى الآن.

آراء متباينة

هناك بعض الآراء المتفائلة بشأن ميتافيرس داخل سوق المال، إذ تتوقع شركة Gartner للخدمات الاستشارية أنه بحلول عام 2026 سيتواجد ربع سكان العالم بمعدل ساعة واحدة يوميًا داخل ميتافيرس، فيما تتوقع شركة أخرى أن تبلغ القيمة السوقية له 5 تريليونات دولار بحلول 2030.

وفي المقابل، يختلف كبير المحللين في مؤسسة Canalys للأبحاث مع الآراء السابقة، ويتوقع أن تُغلق معظم المشروعات الخاصة بميتافيرس بحلول عام 2025، باعتبار أن هناك شركات لا تحتاج إلى هذا النظام في ظل وجود تقنيات تعزز من التعامل افتراضيًا مثل تقنية Zoom.