رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أسعار الفائدة 7 مرات حتى الآن، أما على الصعيد العالمي، رفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة لأول مرة منذ سنوات من أجل مكافحة ارتفاع التضخم، إذ أدى الغزو الروسي لأوكرانيا وطموحات الصين بشأن “صفر كوفيد”، إلى مزيد من الفوضى بالأسواق وسلاسل التوريد.
لتلخيص الاثني عشر شهرًا الماضية، أنشأ موقع visualcapitalist خريطة توضح أداء الشركات الكبرى المدرجة في البورصة بالولايات المتحدة، مرتبة حسب القطاع والصناعة، ووفقًا للبيانات أنهت غالبية الشركات العام في المنطقة الحمراء، بينما استطاعت بعض الصناعات والشركات التغلب على الصعاب لتشهد نموًا إيجابيًا.
قطاع الطاقة
كانت الطاقة هي القطاع الوحيد الذي شهد أداءً إيجابيًا ، حيث شهدت معظم أسهم الطاقة الرئيسية نموًا ملحوظًا، وعلى وجه الخصوص، كانت ExxonMobil تتمتع بسنة كبيرة، حيث اقتربت أرباح عملاقة الطاقة في الربع الثالث من مطابقة أرباح شركة آبل.
الرعاية الصحية
تمكنت شركات الأدوية ذات رؤوس الأموال الكبيرة من البقاء قوية، حتى مع ضعف الأسواق، حيث تصدرت شركة Merck الطريق بنمو يزيد عن 45٪ هذا العام، بينما سجلت شركات Novo Nordisk و AstraZeneca و AbbVie و Eli Lilly (+ 32٪) نموًا مميزًا.
أما فايزر بـ (-12٪) هي الوحيدة التي جاء أداؤها باللون الأحمر، إذ مرت الشركة بعامين قويين لدرجة أن الانخفاض في عام 2022 لم يكن مفاجئًا، حيث تجدر الإشارة إلى أن الشركة لا تزال تملك المليارات نقدًا.
كما شهدت الشركات الثلاث الكبرى في صناعة التوزيع الطبي – McKesson (+ 50٪) ، و Cardinal (+ 47٪) ، و AmerisourceBergen (+24٪) – عامًا قويًا أيضًا.
التقنية
شهد قطاع التقنية، من أشباه الموصلات إلى البرمجيات، انخفاضًا حادًا في جميع المجالات العام الماضي.
من حيث القيمة المطلقة، تعد شركة Apple الخاسر الأكبر خلال العام الماضي، حيث خسرت الشركة 846 مليار دولار من قيمتها السوقية، كما شهدت Meta ، التي هي في خضم بناء رؤيتها لـ “metaverse” ، واحدة من أكبر الانخفاضات، حيث خسرت 464 مليار دولار من قيمتها السوقية.
كما تضررت أسهم أشباه الموصلات، مثل NVIDIA (-50٪) و TSMC (-38٪) بشكل خاص.
وعلينا ألا نغفل ما يسمى بشتاء التشفير، وانهيار معاملات NFT ، والانهيار الأكبر لـ FTX ، كان ذلك بمثابة أوقات عصيبة لأي شركة متخصصة في العملات المشفرة.
شركات صناعة السيارات
بغض النظر عن مشكلات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة، فإن مجرد القدرة على إخراج مركبات جديدة من خط التجميع أثبت أنه يمثل تحديًا مع استمرار مشكلات سلسلة التوريد.
شهدت Tesla نموًا بنسبة 40 ٪ في عمليات التسليم العام الماضي، لكن هذا لم يكن كافياً لإرضاء المستثمرين، فكان سهم شركة صناعة السيارات ينخفض منذ سبتمبر، وأغلق في النهاية منخفضًا بنسبة 65 ٪ على مدار العام.
العام المقبل
يعتقد العديد من الخبراء أن الركود قادم، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات أبرزها: هل سيستمر قطاع التقنية في عمليات التسريح الجماعي للعاملين بحلول عام 2023؟ هل ستستمر مشاكل سلسلة التوريد؟ هل ستعود المكاتب إلى الحياة ببطء، أم أن العمل عن بُعد قد غير معادلة العقارات التجارية بشكل جذري؟ هل سيستمر الصراع في أوكرانيا؟
الإجابة هي إذا كان هناك شيء واحد تعلمناه خلال السنوات الثلاث الماضية، فهو أن التنبؤ بالمستقبل ليس سهلاً على الإطلاق.
السعودية تدشن صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس 5 شركات إقليمية