“هفتوم” طفل إثيوبي صغير يبلغ من العمر خمس سنوات تقريبًا، لكنه يزن نصف ما يجب أن يكون عليه بسبب أزمة نقص الغذاء الناتجة عن الحرب الأهلية في إثيوبيا.
هذا هو الواقع اليومي للجوع وسوء التغذية بعد عامين من الحرب الأهلية في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، ورغم اتفاق وقف القتال الذي عقد الشهر الماضي، لكن تداعيات الصراع لا تزال قائمة حتى الآن.
ففي أغسطس الماضي قدرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من طفل واحد، من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة في تيغراي يعاني من سوء التغذية.
وضع صعب
“ماجدة”، هي طفلة صغيرة حالتها الصحية لا تختلف كثيرًا عن “هفتوم”، حيث ترقد من شدة الضعف والوهن بين ذراعي والدتها “هيووت”، التي قالت: “أصبح الحصول على الطعام أمرًا صعبًا للغاية، من الصعب جدًا تناول الطعام ولو مرة واحدة يوميًا”.
وتواصل “هايووت”: “ابنتي في هذا الوضع لأنه لا يوجد دواء، لم نتمكن من الحصول على أي شيء، حتى عندما كنا هنا العام الماضي عانينا من نفس المشكلة، فلم أستطيع الحصول على أي شيء وعدت إلى المنزل خالية الوفاض.”
في أغسطس الماضي، وعندما استولت القوات الحكومية الفيدرالية على المزيد من الأراضي، وافقت سلطات تيغراي على وقف إطلاق النار.
وبموجب شروط اتفاق السلام الموقع في بداية الشهر الماضي، قالت السلطات في العاصمة أديس أبابا، إنها سترسل المزيد من المساعدات.
وفي هذا السياق يقول الدكتور “كيبوروم جبريسيلاسي”، الذي يعمل كجراح في مستشفى Ayder Referral منذ 15 عامًا: “رؤية الأطفال والأمهات الصغار يعانون ويبكون كل يوم أمر مؤلم للغاية”.
وتابع “كيبوروم”: “مات الكثير من الأطفال في المستشفى بسبب سوء التغذية، فهم ليسوا بحاجة للطعام فقط لكنهم يحتاجون للأدوية والمضادات الحيوية والمعادن ونحن لا نمتلك هذا”.
المساعدات غير كافية
يقول الدكتور “كيبيروم” لقد تسلمنا شاحنتين تحملان إمدادات طبية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكن كمية الأدوية لم تكن كافية سوى لنصف مرضانا وكانت ليوم واحد فقط، ففي كل يوم لا تصل فيه المساعدات إلى المستشفى، يموت المزيد من المرضى”.
وتطرق “كيببروم” للحديث عن مرضى السرطان قائلًا: “الوضع قاتم للغاية فلا يوجد علاج كيميائي في منطقة تيغراي بأكملها، الحالات تتفاقم، والحالات التي كان من الممكن علاجها من قبل، أصبحت الآن غير قابلة لذلك.”
جهود متواصلة
في هذا السياق قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إنه من منتصف نوفمبر حتى الأسبوع الأول من ديسمبر، أرسلت وكالات الإغاثة بالتعاون مع الحكومة الإثيوبية أكثر من 1600 شاحنة من المواد الغذائية والإمدادات الطبية.
ويقول جود فوهنوي، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إثيوبيا: “تبذل جميع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني جهودًا، لكنها لا تكفي مقارنة بحجم الحاجة”.
أكثر القطاعات في أفريقيا حصولًا على الدعم الأمريكي
هل انتهت حالة الطوارئ الخاصة بـ “كوفيد”؟ أم أن الصين ما زالت تهدد العالم؟