عالم أحداث جارية

ما هي شرطة الأخلاق التي أعلنت إيران حلها لتهدئة الغضب الشعبي؟

شرطة الأخلاق

بعد موجة عارمة من الاحتجاجات في إيران استمرت قرابة شهرين ونصف، للتعبير عن الغضب من مقتل فتاة تدعى “مهسا أميني” على يد شرطة الأخلاق بسبب عدم التزامها باللباس الشرعي للبلاد، أعلن المدعي العام التخلي عن “شرطة الأخلاق”.

وأعلن في بيان أصدره اليوم الأحد، أنه تم إلغاء دورية الإرشاد، أي شرطة الآداب، مؤكداً فك ربطها عن القضاء، مؤكدًا أنه تم إلغاؤها من قبل نفس الجهة التي سبق وقامت بتأسيسها.

ويأتي هذا القرار في محاولة لتهدئة الشراع الإيراني ولامتصاص الغضب الدولي من قضية مقتل “أميني” وما أعقبها من محاولات لقمع الاحتجاجات حيث شهدت مواجهات دامية ببين الشرطة والمتظاهرين.

ما هي شرطة الأخلاق؟

“قشت إرشاد” ، والتي تُترجم إلى “دوريات التوجيه” والمعروفة على نطاق واسع باسم “شرطة الأخلاق” ، هي وحدة تابعة لقوات الشرطة الإيرانية المكلفة بفرض قوانين الزي الإسلامي في الأماكن العامة.

ووفقًا للائحة الخاصة بها، يجب على جميع النساء فوق سن البلوغ ارتداء غطاء للرأس وملابس فضفاضة في الأماكن العامة، وذلك على الرغم من عدم تحديد العمر بدقة، ففي المدارس عادة ما تضطر الفتيات إلى ارتداء الحجاب من سن السابعة، لكن هذا لا يعني أنهن بحاجة إلى ارتدائه في الأماكن العامة الأخرى.

ويعتمد جزء كبير من اللوائح الاجتماعية الإيرانية على تفسير الدولة للشريعة الإسلامية، والتي تتطلب من الرجال والنساء ارتداء ملابس محتشمة، ومع ذلك ، فمن الناحية العملية، تستهدف “شرطة الأخلاق” النساء في المقام الأول.

الاحتجاز التعسفي

اللائحة لا تتضمن إرشادات أو تفاصيل واضحة حول أنواع الملابس التي تعتبر غير مناسبة، وهو الأمر الذي يترك مجالًا كبيرًا للتفسير الشخصي ويثير اتهامات بأن منفذي “الأخلاق” يحتجزون النساء بشكل تعسفي.

يتم إخطار المحتجزين من قبل “شرطة الأخلاق” أو في بعض الحالات، يتم نقلهم إلى ما يسمى بمركز التعليم والإرشاد أو مركز الشرطة، حيث يُطلب منهم حضور محاضرة إلزامية حول الحجاب والقيم الإسلامية، ثم يتعين عليهم الاتصال بشخص ما لإحضار “ملابس مناسبة” لإطلاق سراحهم.

متى وكيف تأسست؟

بدأت شرطة الأخلاق نشطها تحت هذه المسمى في عام 2005، ولكن هذا التاريخ لا يعتبر التواجد الأول لها حيث تم تنظيم دوريات مشابهة وكانت تعمل بأشكال مختلفة منذ ثمانينيات القرن الماضي في إيران.

الفكرة نشأت بعد ثورة 1979، حيث تم تشكيل العديد من الدوريات للتوجيه والإرشاد في مختلف الملفات والقضايا أبرزها ملابس النساء أو العلاقة بين الفتيان والفتيات، وكانت الدوريات تحمل أسماء “دوريات لجان الثورة الإسلامية”، ودوريات “جند الله” التابعة لقوات الدرك، في الستينيات، قبل اندماج القوتين في قوات الشرطة، ودوريات “ثار الله” التابعة للحرس الثوري بالتعاون مع قوات الباسيج.

وفي حقبة الرئيس “علي أكبر هاشمي رفسنجاني”، وتحديدًا في عام 1996، وبالتزامن مع اندماج اللجان الثورية مع الشرطة والدرك، واصلت هذه الدوريات عملها شكل قوة شرطة، وفي يونيو 1996 بدأت الحكومة الإيرانية حملاتها لإجبار النساء على ارتداء الحجاب.

في مثل هذا اليوم.. مقتل علي عبد الله صالح والاتحاد السوفييتي يسمح بالملكية الخاصة

أسعار الطاقة العالمية حسب الدولة في عام 2022

الجرائم الإلكترونية في ازدياد.. كم ستكلف الهجمات السيبرانية العالم مستقبلًا؟