عُرف جمع الطوابع البريدية قديماً بهواية الملوك أو ملكة الهوايات، فكان يتسابق مهووسيها باقتناء أفضلها وأقدمها وأغلاها ثمناً، فهي في نظرهم احتفاظٌ بقطعة من الماضي بكل ما يحمله من عبق وتاريخ وقصص تروى.
وصل هذا الهوس إلى حد عرض أحد الطوابع في مزاد علني وسط توقعات بوصول سعره إلى 15 مليون دولار ، هذا الطابع الفريد هو “بريتش جيانا وان سنت ماجينتا”.
يصفه الخبراء بأنه “موناليزا الطوابع” نظراً لتميزه، حيث صدر في “غيانا” – التي كانت مستعمرة بريطانية – عام 1856، بهدف توصيل الصحف من بريطانيا إلى المستعمرة.
ويبلغ عرض الطابع وطوله 2.5 سم و3.2 سم على الترتيب، ولونه الأسود مطبوع على ورق أرجواني، الأمر الذي يجعله مميزاً من حيث الشكل والتكوين.
واُكتشف عن طريق الصدفة بواسطة فتى اسكتلندي يُدعى فيرنون فوغان – صاحب الـ 12 عاماً – والمقيم في غيانا في عام 1873، ووجد أن عمه احتفظ بالطابع بين أوراقه، فباعه بـ 6 شلنات بعدما ظن أنه قيماً.
وتنقَّل الطابع منذ ذلك الوقت بين عدة ملاك حتى اكتشفه الكونت فيليب لا رينوتيير فون فيراري في العاصمة الفرنسية باريس، وكان مهووساً بجمع الطوابع لدرجة أن مجموعته هي الأكبر والأشمل في التاريخ، لذا أهداها إلى وطنه ألمانيا.
لكنه لم يبق هناك كثيراً حتى استولت فرنسا على مجموعته في عام 1920، لتبيعها في مزاد علني حضره وكلاء أعظم جامعي الأعمال الفنية على مستوى العالم، ومن بينهم جورج الخامس ملك إنجلترا وكارول الثاني ملك رومانيا.
[two-column]
واستطاع رجل الصناعة آرثر هند اقتناص الطابع الأغلى في العالم من بين كل هؤلاء المنافسين، مسجلاً رقماً قياسياً عالمياً جديداً لطابع واحد
[/two-column]
وفي عام 1980 بيع الطابع مجدداً لمزايد رفض ذكر اسمه وقتها بسعر 935 ألف دولار، لكن عُرف لاحقاً أن مالكه هو المليونير محب الطوابع جون دو بونت.
أما عن ملكيته اليوم فهي تعود إلى المصمم الأمريكي ستيوارت ويتسمان، والمشهور عالمياً بأنه مصمم أحذية النجوم.
وساعد في زيادة شهرة الطابع كونه نادر ويعتبر الوحيد من نوعه، فضلاً عن أن الأشخاص الذي اقتنوه على مدار التاريخ كانوا شخصيات مهمة وبارزة.