عالم أحداث جارية

روسيا تتخذ قرارًا جديدًا بشأن تصدير الحبوب.. والغرب يتهمها باستغلال سلاح “الجوع”

أعلنت روسيا اليوم السبت تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود، والذي توسطت فيه الأمم المتحدة، وذلك بعد ما قالت إن هجوم كبير بطائرة مسيرة أوكرانية، قد استهدف أسطولها في شبه جزيرة القرم، وهو القرار الذي يوجه ضربة لمحاولات تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا هاجمت أسطول البحر الأسود بالقرب من سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم بـ 16 طائرة بدون طيار في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وأن “المتخصصين” في البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق الهجوم “الإرهابي”.

ولفتت روسيا إلى أنها صدت الهجوم، مع إلحاق أضرار طفيفة بكاسحة ألغام، لكن السفن المستهدفة كانت ضالعة في ضمان ممر الحبوب خارج موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانًا قالت إن موسكو ستعلق مشاركتها في تنفيذ اتفاقيات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية.

وبرر البيان خطوة قطع صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئها الحيوية على البحر الأسود، بالضربة التي وجهتها أوكرانيا لأسطولها في البحر الأسود.

هجمات وهمية

وفي هذا السياق قال “أندريه يرماك” رئيس الأركان الأوكراني، إن روسيا تختلق هجمات إرهابية وهمية على منشآتها الخاصة، بينما أكد وزير الخارجية الأوكراني، “دميترو كوليبا”، أن “موسكو” تستخدم ذريعة زائفة لإفشال اتفاقية تصدير الحبوب، داعيًا جميع دول العالم للضغط على روسيا لوقف ما وصفه بـ”ألعاب الجوع” والوفاء بالتزاماتها.

وتعتبر صفقة الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة حاسمة بالنسبة لأسواق الغذاء، فهي تسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، إحدى أكبر مصدري الحبوب في العالم.

لعبة الجوع

منذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود، المدعومة من الأمم المتحدة في تركيا في 22 يوليو، تم تصدير أكثر من 9 ملايين طن من الذرة والقمح ومنتجات عباد الشمس، والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من أوكرانيا.

يذكر أن اتفاق تصدير الحبوب ستنتهي صلاحيته في 19 نوفمبر القادم، حيث كانت تأمل جميع الأطراف الدولية بما فيها الأمم المتحدة بالتوافق على تمديد الاتفاقية.

وقبل 24 ساعة فقط من تعليق روسيا مشاركتها في الاتفاق ، ناشد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأطراف لتجديد الاتفاقية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “نؤكد على الضرورة الملحة للقيام بذلك للمساهمة في الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم والتخفيف من المعاناة التي تسببها أزمة تكلفة المعيشة العالمية لمليارات الأشخاص”.

وقال دوجاريك إن “الحكومات وشركات الشحن وتجار الحبوب والأسمدة والمزارعين في جميع أنحاء العالم” يبحثون عن توضيح بشأن مستقبل الصفقة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه عقب الهجمات على الأسطول الروسي “لا يستطيع الجانب الروسي ضمان سلامة سفن الشحن الجافة المدنية المشاركة في” مبادرة البحر الأسود “، ويعلق تنفيذها اعتبارًا من اليوم إلى أجل غير مسمى.

الحبوب بالمجان

وفي نفس السياق قال وزير الزراعة الروسي، “دميتري باتروشيف” في وقت سابق من اليوم السبت إن روسيا مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى الدول الفقيرة، في الأشهر الأربعة المقبلة مجانًا، بمساعدة من تركيا، لتحل بذلك محل إمدادات الحبوب الأوكرانية، مضيفًا: “مع الأخذ في الاعتبار حصاد هذا العام، فإن الاتحاد الروسي على استعداد تام لاستبدال الحبوب الأوكرانية وتقديم الإمدادات بأسعار معقولة لجميع الدول المهتمة”.