عالم

بعد صور المقاتل الأوكراني المحرر .. هل خرقت روسيا اتفاقية جنيف لأسرى الحرب؟

ميخائيلو ديانوف

عندما حررت البحرية الأوكرانية “ميخائيلو ديانوف”، من الاعتقال الروسي، صدمت صورته العالم، فظهر بجسم نحيل بعد أربعة أشهر من اعتقاله كأسير حرب.

فصورته قبل الأسر كانت تظهره كمقاتل حسن البنية الجسمانية، ولكن بعد تحريره كانت ملابسه تتدلى من جسده الهش، وبدا وجهه الهزيل أكبر بكثير من 42 عامًا.

تجويع و تعذيب

يقول “ميخائيلو”: “كنا نفكر أننا قد لا ننجو كنا نفكر في هذا كل يوم، بدأنا في طرح هذه الأفكار لأول مرة في مصنع الصلب في آزوفستال، فهناك اعتقدنا أنها ستكون النهاية”.

تم أخذ ميخائيلو بعد أسابيع من الحصار في “ماريوبول” للدفاع عن أعمال الصلب، وهو من بين 215 أسير تم إطلاق سراحهم مؤخرًا في صفقة تبادل أسرى رفيعة المستوى مع روسيا.

ويقول “ميخائيلو” في حوار أجرته مع شبكة “سكاي نيوز”: “صدقني، بعد شهر من الجوع، عندما تغمض عينيك، تنسى عائلتك، وبلدك، وكل شيء، الشيء الوحيد الذي ستفكر فيه هو الطعام، لقد عاملونا كالحيوانات “

فقد ميخائيلو 40 كيلوجرامًا من وزنه خلال الأشهر الأربعة التي قضاها كأسير حرب.

ويواصل الأسير الأوكراني المحرر في وصفه للجحيم في المعتقلات الروسية: “كان من المستحيل أن تأكل كانوا يعطوننا 30 ثانية لكل وجبة، كان عليك أن تأكل كل ما تستطيع خلال 30 ثانية فقط، وجبات الطعام كانت مثيرة للشفقة، وعملية الأكل كانت مذلة تمامًا”.

كل ما يرويه “ميخائيلو”، حدث في سجن أولينيفكا في دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا – وهو مكان يشير إليه ميخائيلو على أنه معسكر اعتقال، ومن الواضح أن أسرى الحرب المحتجزين هناك يتعرضون للتجويع عمداً، بالإضافة إلى الضرب بالعصي، والصعق بالكهرباء، والتعذيب باستخدام الإبر بغرسها تحت الأظافر.

اتفاقية جنيف لمعاملة أسرى الحرب

وإذا صحت روايات الأسرى المحررين من السجون الروسية، فإن ترتكب موسكو مخالفات صارخة للقوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بمعاملة أسرى الحرب، وأبرزها اتفاقية جنيف بشأن أسرى الحرب.

اتفاقية جنيف لمعاملة أسرى الحرب طويلة وتعرضت للعديد من الحالات، ولكن أبرز ما جاء فيها كان في المادة الثالثة ونصت على الآتي:

في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضي أحد الأطراف الموقعة على المعاهدة، يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدني الأحكام التالية:

 –  الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض، أو الجرح، أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، يعاملون في جميع الأحوال معاملة إنسانية، دون أي تمييز ضار يقوم علي العنصر أو اللون، أو الدين أو المعتقد، أو الجنس، أو المولد أو الثروة، أو أي معيار مماثل آخر.

ولهذا الغرض، تحظر الأفعال التالية فيما يتعلق بالأشخاص المذكورين أعلاه، وتبقي محظورة في جميع الأوقات والأماكن:

 – الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، وأخذ الرهائن،

 – الاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة،

 – إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة.

 – جمع الجرحى والمرضى والاعتناء بهم.

 – يجوز لهيئة إنسانية غير متحيزة، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن تعرض خدماتها على أطراف النزاع وعلى أطراف النزاع أن تعمل فوق ذلك، عن طريق اتفاقات خاصة، على تنفيذ كل الأحكام الأخرى من هذه الاتفاقية أو بعضها.

3 دول أوروبية تمد أوكرانيا بمدافع هاوتزر.. هكذا تطور السلاح منذ الحرب العالمية الثانية

البنك الدولي يكشف حجم خسائر أوكرانيا الاقتصادية نتيجة الحرب

فوائد الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي.. كيف تخرج من أسرها؟