عالم أحداث جارية

من هو عميل المخابرات الأمريكية الذي منحته روسيا جنسيتها؟

منحت روسيا أمس الاثنين الجنسية عميل المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن، الذي فر من الملاحقة القضائية، بعد أن كشف عن برامج مراقبة أمريكية سرية للغاية لالتقاط الاتصالات والبيانات من جميع أنحاء العالم.

وأدرج مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين، سنودن على قائمة 75 مواطناً أجنبياً مدرجين على أنهم حصلوا على الجنسية الروسية.

 بعد فرار “سنودن”، من الولايات المتحدة في عام 2013، مُنح الإقامة الروسية الدائمة في عام 2020 وقال في ذلك الوقت إنه يعتزم التقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية، دون التخلي عن جنسيته الأمريكية.

موقفه من التعبئة العسكرية

“إدوارد سنودن”، البالغ من العمر 39 عامًا، يعتبره مؤيدوه مخبرًا صالحًا أراد حماية الحريات المدنية الأمريكية، بينما يتهمه مسؤولو المخابرات الأمريكية بتعريض الأفراد الأمريكيين للخطر، بالإضافة إلى الإضرار بالأمن القومي، حيث يواجه حاليًا مجموعة من التهم التي قد تعرضه للسحن لعقود طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، “نيد برايس”، إن موقف بلاده لن يتغير بالإصرار على عودة “سنودن”، إلى الولايات المتحدة ليواجه العدالة مثل أي مواطن أمريكي آخر.

وبموجب هذا المرسوم يصبح سنودن مواطنًا روسيًا، حيث تحشد موسكو جنود الاحتياط للذهاب إلى أوكرانيا، ففي روسيا، يُعتبر كل رجل تقريبًا جنديًا احتياطيًا حتى سن 65 عامًا، وشدد المسؤولون يوم الاثنين على أن الرجال الذين يحملون جنسية مزدوجة مؤهلون أيضًا للاستدعاء العسكري.

وفي هذا السياق قال أناتولي كوتشرينا، المحامي الخاص بـ “سنودن”، لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، إن “سنودن” لم يخدم قط في القوات المسلحة الروسية، لذا فهو غير مؤهل للتعبئة، إذ يعتبر وجود خبرة سابقة في القتال أو الخدمة العسكرية المعيار الرئيسي في الاستدعاء.

وقال “كوتشرينا” إن زوجة “سنودن”، ليندسي ميلز، وهي أمريكية تعيش معه في روسيا، ستتقدم بطلب للحصول على جواز سفر روسي.

وبعد غياب عن الظهور خرج “سنودن” مغردًا وقال:”بعد عامين من الانتظار وعشر سنوات من المنفى، القليل من الاستقرار سيحدث لعائلتي”.

تسريبات تاريخية

أصبح “إدوارد سنودن”، متحدثًا معروفًا في مجال الخصوصية والذكاء، حيث ظهر عن بُعد في العديد من الأحداث من روسيا، لكنه تعرض لانتقادات حادة من قبل أعضاء مجتمع المخابرات، إذ يقول مسؤولون حاليون وسابقون من كلا الحزبين السياسيين الأمريكيين إنه يعرض الأمن العالمي للخطر، وذلك من خلال الكشف عن برامج مهمة، حيث لا يزال تقييم الضرر الأمريكي لتسريباته سريًا.

ومن جانبه قال “جيمس كلابر”، الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية في وقت الكشف عن المعلومات، إن منح “سنودن” الجنسية جاء “بتوقيت مثير للفضول إلى حد ما”.

وأضاف “كلابر” إن منح “سنودن” الجنسية الروسية إنه يثير السؤال – مرة أخرى – حول ما شاركه مع الروس”.

يذكر أن “سنودن”، كان قد سرب وثائق حول جمع وكالة الأمن القومي للبيانات التي تمر عبر البنية التحتية لشركات الهاتف والإنترنت الأمريكية، كما كشف العديد من التفاصيل حول ميزانية المخابرات الأمريكية السرية ومدى المراقبة الأمريكية للمسؤولين الأجانب، بما في ذلك قادة الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وقال “سنودن” في ذلك الوقت إنه قام بالكشف عن المعلومات لأنه يعتقد أن مجتمع المخابرات الأمريكية قد ذهب بعيداً وانتهك خطأً الحريات المدنية، وأكد إنه لا يعتقد أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي كانت في منصبه عندما سرب سنودن السجلات للصحفيين، كانت ستتصرف لو تقدم بشكوى داخلية عن المخالفات.

تم اتهام سنودن في عام 2013 بالكشف غير المصرح به عن معلومات الأمن القومي والاستخبارات الأمريكية، بالإضافة إلى سرقة ممتلكات حكومية، كما رفعت وزارة العدل دعوى قضائية لمنع سنودن من جمع الأرباح من مذكراته، قائلة إنه انتهك اتفاقيات عدم الإفشاء مع وكالات المخابرات.