بعد السيطرة المفاجئة لطالبان على أفغانستان وانهيار الجيش الأفغاني، وجد كل مسؤول من مسؤولي السلطة الأفغانية سبيله، فمنهم من غادر البلاد ومنهم من أصر على البقاء، منهم من أعلن موقعه وموقفه ومنهم من قرر أن يكون مكانه مجهولاً، وأن يجعل السبيل إلى الوصول إليه صعبًا، لم تعلن طالبان موقفها تجاه رموز النظام الأفغاني، ومع ذلك لم يستبشر معظم المسؤولون خيرًا بوجودهم فقرروا الرحيل على البقاء لمعرفة مصيرهم المجهول.
فى على سبيل المثال غادر الرئيس أشرف غني بعد أن أدرك صعوبة الموقف برفقة أسرته إلى طاجيكستان ثم الإمارات التي رأت أن استقباله واجب إنساني، بينما رأى “غني” أن قرار رحيله كان بالمقام الأول حقنًا للدماء.
على النقيض كان خصمه اللدود رئيس المجلس الأعلى للمصالحة/ عبدالله عبدالله الذي انتقد قرار غني وقرر البقاء في كابول وعلاوة على ذلك التقى بقيادات من الحركة لبحث مستقبل البلاد.
كذلك وزير الدفاع/ بسم الله محمدي الذي استهجن قرار غني بمغادرة البلاد وكان قراره أيضًا مثل رئيس المصالحة بالبقاء في كابول ولكن بتصعيد أكبر قرر تكوين مقاومة شعبية ومقاتلة طالبان ما استطاع.
أما نائب الرئيس/ أمر الله صالح فقد نصب نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد ولم يعرف موقعه حتى الآن إلا أن مصادر أفادت أنه في إقليم بنشير
وإلى تركيا أيضًا غادر عدد من المسؤولين حسب ما أفادت صحيفة زمان التركية، إذ رحل إلى هناك وزير الخارجية/ حنيف أتمار وكذلك رئيس المخابرات/ أكمت ضياء سراج ورئيس الأركان/ عبدالله متين بك
وعلى أي حال يبقى السؤال.. هل سيعود هؤلاء المسؤولون من جديد قريبًا إلى دوائر الحكم أو حتى إلى الأراضي الأفغانية عمومًا؟ وهل سيطال من بقي في كابول أي أذى؟ هل سينتهي الأمر إلى مصالحة وتعاون مشترك؟ أم تشتعل من جديد الأحداث على المسرح الأفغاني المتوتر؟
هذا ما قد تكشف عنه الأيام التالية.