في 20 يوليو 1969، قام رائدا الفضاء نيل آرمسترونج وباز ألدرين بفصل الوحدة القمرية من وحدة القيادة كولومبيا، وبينما بقي رائد الفضاء مايكل كولينز في المدار القمري، استخدم آرمسترونج وألدرين الوحدة القمرية للهبوط على القمر.
خرج آرمسترونج من الوحدة، ليصبح أول شخص يمشي على القمر، وتبعه ألدرين بعد 20 دقيقة، ثم أمضى رواد الفضاء الـ 21 ساعة التالية في جمع عينات من القمر.
كانت مهمة Apollo 11 فصلًا واحدًا في حياة آرمسترونج المهنية الحافلة بالأحداث كطيار ورائد فضاء، ولكن في هذا الموضوع نستعرض تفاصيل أخرى من حياته بمناسبة ذكرى وفاته اليوم 25 أغسطس عام 2012.
عقود من الخبرة
يتذكر الكثير من الناس آرمسترونج باعتباره القائد الذي هبط بأبولو 11 على سطح القمر في عام 1969، لكن الأمر استغرق عقودًا من الطيران لاكتساب الخبرة اللازمة للإبحار في الفضاء بالمركبة.
حصل آرمسترونج على رخصة طيار لأول مرة في سن السادسة عشرة، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية في أوهايو عام 1948، التحق بجامعة بوردو لعامين، قبل أن يغادر لمدة عامين للتدريب على الطيران، وسنة واحدة في خدمة البحرية الأمريكية قبل العودة إلى الحرم الجامعي لإنهاء آخر عامين له.
أثناء خدمته في الحرب الكورية في عام 1951، كان آرمسترونج يحلق على ارتفاع منخفض على ارتفاع 500 قدم و350 ميلًا في الساعة.
اصطدمت طائرته بسلك علقه الكوريون الشماليون لإلحاق أضرار بالطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وقطع السلك ستة أقدام من جناح الطائرة الأيمن.
طار آرمسترونج باتجاه المحيط وبعيدًا عن أراضي العدو وقفز فوق الماء، لكن الرياح جرّت مظلته إلى الأرض، وسرعان ما مرت عربة عسكرية أمريكية وأخذته، حيث كان السائق صديقًا من مدرسة الطيران.
مواهب موسيقية
أثناء حصوله على درجة البكالوريوس في هندسة الطيران، ساعد إخوته في تقديم مراجعة موسيقية قصيرة للمدرسة.
إلى جانب اهتمامه الكبير بالموسيقى، حصل على درجة C في علم النفس للمهندسين، ودرجة C في اهتزازات الطائرات، ودرجة D في الهندسة الكهربائية.
كان شخصًا عاديًا
بعد وفاة ابنته كارين بفترة وجيزة، قرر آرمسترونج التقدم إلى مشروع فضائي جديد تابع لوكالة ناسا، لكنه لم يكن مؤهلًا؛ لأنه كان مدنيًا وليس طيارًا عسكريًا.
في عام 1962، بدأت ناسا مشروعًا جديدًا ودعت الطيارين المدنيين للتقديم، فتردد أرمسترونغ في البداية، لكنه أراد هو وزوجته مغادرة كاليفورنيا بعد خسارة كارين.
محطات مهنية
تم اختيار آرمسترونج لفيلق رواد الفضاء التابع لناسا في سبتمبر 1962، لكنه لم يكن يعتبر الرجل الأفضل في ناسا.
قاد مهمته الأولى مع الطاقم الاحتياطي في عام 1965، واستمر في الخدمة في أطقم الرحلات الفضائية حتى نوفمبر 1967 عندما تم اختياره لقيادة أبولو 11 في مهمة قمرية.
أراد البيت الأبيض أن يكون القائد مدنيًا، واختار قادة ناسا آرمسترونج كقائد وأول من يخرج من الوحدة القمرية ويصعد إلى غبار القمر.
اشتبه كثير من الناس في أن القيادات اختاروا آرمسترونج بسبب شخصيته المحببة، وكان آرمسترونج معروفًا بهدوئه، ولم يتخذ أي طرق مختصرة في طريقه لصنع التاريخ.
عندما سار آرمسترونج على سطح القمر في 21 يوليو 1969، قال: “هذه خطوة صغيرة للإنسان، قفزة عملاقة للبشرية”.
أطروحة الماجستير
بعد سيره التاريخي على سطح القمر، تلقى آرمسترونج دعوات للقاء شخصيات مرموقة في جميع أنحاء العالم، وأصبح اسمًا مألوفًا، لكن كان لا يزال يتعين عليه إقناع لجنة أطروحته بالطريقة الصعبة.
أكمل آرمسترونج دوراته الدراسية في جامعة جنوب كاليفورنيا للحصول على درجة الماجستير في هندسة الطيران، بينما كان لا يزال يعمل كطيار اختبار في كاليفورنيا، وفي عام 1970، عاد إلى جامعة جنوب كاليفورنيا ونجح في الدفاع الشفهي عن أطروحته.
غادر آرمسترونج وكالة ناسا في عام 1971، ونقل عائلته إلى أوهايو وتولى منصب أستاذ في جامعة سينسيناتي، حيث مكث هناك لمدة 8 سنوات.
ظل على اتصال بوكالة ناسا وعمل في لجان مختلفة، بما في ذلك اللجنة التي حققت في انفجار مكوك الفضاء تشالنجر.
استمر في الطيران حتى السبعينات من عمره، وعندما توفي عن عمر يناهز 82 عامًا في عام 2012، تبرع بالعديد من أوراقه الشخصية إلى جامعة بوردو، بما في ذلك 70 ألف رسالة من بريد المعجبين.
ستارلينك.. إيلون ماسك يغزو الفضاء بآلاف الأقمار الاصطناعية
