بعد نشر روايته الرابعة “الآيات الشيطانية” بسنة واحدة، تحديدًا عام 1989، وجد الكاتب البريطاني سلمان رشدي نفسه “مهدور الدم” بسبب فتوى من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آنذاك، الخُمَيْني، لِما فُسرّت به الرواية من إهانة الدين الإسلامي ورسوله ﷺ.
تعرّض سلمان رشدي لعدة محاولات قتل، آخرها منذ أيام قليلة في نيويورك، وبسببها يرقد الآن في المستشفى حيث تحسّنت حالته.
لم تكن رواية رشدي الوحيدة، فالكثير من الكُتب وجّهت أصابع الاغتيال لأصحابها، نرصد بعضها في السطور التالية.
أولاد حارتنا
من أشهر الأعمال الأدبية المثيرة للجدل، تأتي رواية “أولاد حارتنا” الصادرة عام 1967 في لبنان، ولم تُنشر في بلدها الأم مصر إلا في عام 2006، بل وعرّضت صاحبها، نجيب محفوظ، إلى الطعن في رقبته عام 1995، بسبب فتوى أخرى تحكم على أديب نوبل بالارتداد عن الدين.
تذكر بعض المصادر أن الشيخ عمر عبدالرحمن هو صاحب الفتوى، بل وتنسب بعضها قولاً صريحًا له “لو قتلنا محفوظ من 30 سنة مكنش طلع سلمان رشدي”، لكن نجل “عبدالرحمن” أنكر الأمر كله في 2012 قائلاً ” أتحدى أن يخرج أحد ويأتي لي بفتوى عن طريق سماع شريط أو فيديو أو كتاب موثق للشيخ”
الحقيقة الغائبة
قُتل المفكر والكاتب المصري فرج فودة عام 1992، برصاص شابين منتميين لجماعات متشددة، نتيجة لكتاباته وآرائه التي تنتقد مسلمات عديدة، يتمسك بها البعض بوصفها صحيح الدين، وترى بعض المصادر والتحليلات أن كتابه “الحقيقة الغائبة” هو المتسبب الحقيقي في اغتياله.
الكتاب المُتهم يحتوي على رؤية فكرية وسياسية، تعتمد وفق مؤلفها على وقائع وحقائق التاريخ الإسلامى، ينكر فيها فكرة الخلافة، وجاء في نبذته على موقع goodreads “هذا الجهد البحثي والفكري والتحليلي الذي قام به المؤلف رداً على أولئك الذين يهربون من التوثيق والتأصيل حتى يقوّلوا التاريخ ما لم يقله، وحتى يستعينوا باللاعلمية في تناول التاريخ لإسناد ما يريدون هم أن يقولوه. وفوق كل شيء، فإن هذا الجهد العلمي الجاد من جانب المؤلف هو إسهام في تبرئة الإسلام مما يحاولون استخدامه سياسياً لخدمة أهداف سياسية”