سياسة

بسبب أفعالها.. عودة “الروسوفوبيا” أو نمو كراهية روسيا للواجهة

بسبب أفعالها.. انتشار "الروسوفوبيا" أو نمو كراهية روسيا
بسبب أفعالها.. انتشار "الروسوفوبيا" أو نمو كراهية روسيا
بسبب أفعالها.. انتشار “الروسوفوبيا” أو نمو كراهية روسيا

ربما لا يجد البعض غرابة في انضمام روسيا إلى قائمة “الرهاب” أو “الفوبيا” بعد النزاع المُسلح في أوكرانيا، وقد اندفعت المشاعر الكارهة لروسيا في وسائل الإعلام الغربية والأطلسية تحديدًا؛ لكن رغم هذا فمفهوم “الروسوفوبيا” ليس جديدًا أو وليد عصرنا الحالي فقط.

منذ 7 أعوام

– الخوف من روسيا أصبح سمة من سمات السياسة الخارجية لبعض البلدان

هكذا أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ قريبًا، مضيفًا أن هذا الخوف يمكن علاجه من خلال الحوار، بالإضافة لتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه من تبعات التخويف من روسيا، أما مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، فيرى أن القوة الناعمة هي وسيلة محاربة الروسوفوبيا.

منذ أقر البرلمان الأوروبي، عام 2015، أن موسكو دولة مُعتدية، بسبب ملف شبه جزيرة القرم، وقد بدأت روسيا بالتعامل بجدية أكبر مع “الروسوفوبيا”.

الدب الروسي المرعب

زادت المواقف السلبية للمواطنين الأوروبيين تجاه الروس من 54٪ إلى 75٪، وذلك بين عامي 2013 و2014، وقد ارتفع هذا الرقم في الولايات المتحدة من 43٪ إلى 72٪ لنفس الفترة، بل وتنتشر الروايات الخرافية في الغرب عن وحشية الروس، مثل أن لهم جينات خاصة تجعلهم يتوقون إلى قيادة استبدادية، وحمضهم النووي لا يتوافق مع الحرية! ما يجعلهم غير قادرين على العيش في دول ديمقراطية.

ويبقى النظام السياسي الروسي غريبًا ثقافيًّا وأيديولوجيًّا عن نظام القيم الغربية، ما جعل وسائل الإعلام الأطلسية تشن حملاتها في إطار الروسوفوبيا.

إنه القرن الـ 19

ظهر مصطلح “رهاب روسيا” في الخطاب السياسي للشاعر والدبلوماسي ومستشار القيصر الروسي ڤيودور إيڤانوڤيتش تيوتشيڤ (1803- 1873) لدعم الحكومة، مشيرًا في نصوصه التي كُتبت في أربعينيات القرن التاسع عشر إلى (روسيا وألمانيا) و(روسيا والثورة) و(روسيا والغرب)

وينقسم مفهوم “الروسوفوبيا” إلى سياقين في كتابات الشاعر:

المحلي: يقصد به الغربيين المنتقدين للنظام القيصري بسبب الفوضى، والقمع، وافتقاد حرية التعبير؛ ببساطة يعني أوروبا التي تعارض روسيا

الدولي: يُقصد به رفض البولنديين لفكرة الأخوة السلاڤية؛ لذا كان نقيض الروسوفوبي هو الوطني الأرثوذكسي، أي الداعم للإمبراطورية والمحب للروس الحاليين وقتها، أو الداعم للسلاڤيين بشكل أكثر دقة

نلاحظ هنا ربط الشاعر تيوتشيڤ بين الخوف من روسيا و”المسألة البولندية” وقتها، ومناهضة الشعب البولندي للإمبراطورية الروسية، إذ اتهم بولندا بـ “الكارهة للروس”

في القواميس

في عهد القائد الثاني للاتحاد السوفيتي “جوزيف ستالين” دخل مصطلح “الروسوفوبيا” إلى المعاجم الروسية. بداية من قاموس ديمتري أوشاكوف (1935- 1941)؛ ثم قاموس سيرغي أوزيجوڤ (1949)، وما يسمى بالقاموس الأكاديمي (1950- 1965).

أما في قاموس أوكسفورد الإنجليزي، فإن (الروسوفوبيا) ذات جذور تاريخية ممتدة، وظهرت في كتابات جون ستيوارت ميل، عام 1836، مُحذرًا الوزراء البريطانيين من تقدم روسيا عبر آسيا، وتهديد سيطرة البريطانيين على الهند، الغزو الذي كان مستحيلاً، لكن المصطلح ظل باقيًا يصف الخوف من روسيا.

وحاليًا؟

بعد عقود من السكون، تعيد روسيا تجربتها السياسية في إحياء تفكيرها التاريخي، ومع الأحداث الحالية في أوكرانيا، تميل وسائل الإعلام الأطلسية إلى استخدام مصطلح الروسوفوبيا مجددًا، في مقارنة بين روسيا الحالية وروسيا السوفيتية.

روسيا تواصل حربها على شركات التقنية الغربية.. مَن آخر ضحاياها؟

روسيا ترفع عدد المحرومين من الغاز إلى 6 دول .. تعرف عليها  

لماذا قررت روسيا مغادرة محطة الفضاء الدولية بعد 2024؟