سياسة

بعد مرور أكثر من 50 عامًا على إطلاقها.. ما هي عقيدة “نيكسون”؟

تحل اليوم الاثنين 25 يوليو ذكرى إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق “ريتشارد نيكسون“، عما يسمى بعقيدة نيكسون قد نكون سمعنا هذا المصطلح من قبل، ولكن دون معرفة معناه الحقيقي.

 عقيدة “نيكسون”، هي سياسة خارجية للحكومة الأمريكية، أعلنها “ريتشارد نيكسون” في 25 يوليو عام 1969، وتقوم فكرتها الأساسية على قيام أمريكا بدعم حلفاؤها الذين يواجهون التهديدات العسكرية بمساعدات اقتصادية وعسكرية بدلاً من التدخل البري المباشر.

علاقتها بحرب فيتنام

هذه العقيدة أو النهج السياسي بمعنى أدق تم الكشف عنها أثناء حرب فيتنام (1954-1975) ، في بداية جولة عالمية قام بها “نيكسون”، في مناقشة غير رسمية مع المراسلين في جزيرة غوام، حيث صرح “نيكسون” أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل الدفاع عن حلفائها بشكل كامل، وأضاف أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ستواصل الوفاء بجميع التزاماتها بموجب المعاهدة، إلا أنها تتوقع من حلفائها أن يساهموا بشكل كبير في الدفاع عن أنفسهم، وفي الوقت نفسه أكد للحلفاء أن بلاده ستستمر في استخدام ترسانتها النووية لحمايتهم من التهديدات النووية.

لم يكن القصد من مبدأ نيكسون أن ينطبق على جنوب فيتنام، حيث كانت القوات البرية الأمريكية تقاتل هناك بالفعل، ولكن هذه السياسة جاءت بسبب الاستنزاف الهائل لحرب فيتنام على موارد الولايات المتحدة، وبالرغم من ذلك لم تلتزم إدارة “نيكسون”، منذ عام 1969 بهذه السياسة بشكل صارم، حيث استخدمت قواتها البرية لغزو كمبوديا في عام 1970 ولاوس في عام 1971.

المبادئ الرئيسية لعقيدة “نيكسون”

أولًا: وفاء الولايات المتحدة بكافة الالتزامات التي تنص عليها الاتفاقات التي وقعت عليها.

ثانيًا: تقديم الحماية لأي من الحلفاء حال واجهت تهديدًا نوويًا من دولة أخرى.

ثالثًا: في حال حدوث أي أشكال أخرى من العدوان، سوف تقدم أمريكا المساعدات العسكرية والاقتصادية في إطار الالتزامات التي تنص عليها الاتفاقات التي وقعت عليها الولايات المتحدة

وأكد “نيكسون”، خلال إعلانه عن السياسة الجديدة، أن الدفاع عن الحرية هو واجب الجميع، وليس فقط الولايات المتحدة، وأن بلاده سوف تساعد حلفاءها في حروبهم بدلا من خوض تلك الحروب نيابة عنهم.

نقطة تحول

يتفق المؤرخون وخبراء السياسة الخارجية على أن عقيدة “نيكسون” كانت نقطة تحول كبيرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعيدًا عن وجهة نظر ثنائية للعلاقات الدولية – أي بعيدًا عن التركيز الوحيد على الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على السلطة، حيث تصور نيكسون ومستشاره للأمن القومي، هنري كيسنجر، عالماً لن تكون فيه الولايات المتحدة المدافع الوحيد عن الحرية، ولكنها ستشارك في هذه المسؤولية مع الحلفاء الأقوياء، حيث كان “نيكسون” يأمل في أن تتعايش الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا الغربية والصين واليابان في يوم من الأيام بسلام وأن يتعاونوا جميعًا لتحقيق المصالح المتبادلة.

أثرت عقيدة “نيكسون” على قرار الولايات المتحدة فيما يخص بيع الأسلحة لإيران وإسرائيل في السبعينيات، حيث وافقت أمريكا على بيع أسلحة تقليدية إلى حكومة محمد رضا شاه بهلوي (شاه إيران)، إذ اشترت طهران أسلحة أمريكية متطورة تقدر بـ 15 مليار دولار، حيث كان يعتقد “نيكسون” و”كيسنجر” أن تعزيز الجيش الإيراني من شأنه أن يؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط، وحماية إمدادات النفط الإيرانية، بجانب حماية احتياطيات النفط في جميع بلدان المنطقة.

الصراع الأمريكي السوفيتي.. كيف نجا أشهر ممثل في أمريكا من محاولات اغتيال السوفيت؟

حدث في مثل هذا اليوم.. عودة سعد زغلول من المنفى وانسحاب أمريكا من فيتنام

بعد سرقة حمولتها.. إيران تفرج عن ناقلة النفط الفيتنامية