على مر التاريخ، تمكنت قلة من النساء من الصعود إلى قمة مجتمعاتهن وتولي السلطة، ويتردد صدى أسمائهن عبر التاريخ: حتشبسوت ، كليوباترا وغيرهما.
وإلى جانب المشهورات من النساء، هناك أخريات احتجن إلى إخفاء حكمهن في صورة ذكورية، على الرغم من أنهن سيطرن خلف الكواليس على بعض أقوى الإمبراطوريات في التاريخ.
أرسينوي
كانت أرسينوي ابنة بطليموس الأول، وهو جنرال مقدوني استولى على مصر عندما توفي الإسكندر الأكبر، وكانت متزوجة من ليسيماخوس، وهو جنرال آخر سيطر على تراقيا، وسرعان ما أصبح صاحب شأن في الصراع على خلافة الإسكندر.
سممت أرسينوي ابن ليسيماخوس، ثم قتلت أطفالها وفرت إلى مصر عام 279 قبل الميلاد، وورث شقيقها بطليموس الثاني عرش والده، لكن سرعان ما اتضح أنها أبرع وأحق بالحكم من أخيها.
تآمرت لنفي زوجة شقيقها بتهم كاذبة ثم تزوجت منه بنفسها، مما أثار فضيحة في المجتمع اليوناني، وهمشت أرسينوي شقيقها وثبتت أقدامها كحاكم فعال لمصر.
كان يشار إليها باسم فرعون في الوثائق الرسمية وأصدرت عملات معدنية باسمها، وصورتها في شعارات فرعونية كاملة، وغالبا ما تم ذكرها إلى جانب شقيقها على أنهما إيزيس وأوزوريس في الفن، مستشهدين بالتقاليد المصرية القديمة لتبرير زواجهما.
توفيت أرسينوي حوالي عام 268 قبل الميلاد، ولم يتزوج شقيقها مرة أخرى، على الرغم من أنه حكم لمدة 20 عامًا لاحقة.
زوي
كانت زوي بلا شك الحاكم الحقيقي للإمبراطورية البيزنطية، التي امتدت في جميع أنحاء البلقان وآسيا، وكان المنافس الحقيقي الوحيد في السلطة هي شقيقتها ثيودورا، التي حصلت في النهاية على لقب الإمبراطورة المشاركة، قبل أن تتمكن زوي من تهميشها مرة أخرى.
كانت زوي وثيودورا ابنتي قسطنطين الثامن، ونظرا لأن الإمبراطور لم يكن لديه أبناء، فقد تزوجت زوي من المحافظ الحضري القوي رومانوس، الذي أصبح إمبراطورًا عندما توفي قسطنطين.
قامت زوي على الفور بنفي شقيقتها، وسممت رومانوس، وتزوجت من تشامبرلين، الذي صعد على العرش باسم مايكل الرابع، وبعد وفاته حاول ابن أخيه الاستيلاء على العرش ونفي زوي.
تعرض القصر لهجوم من قبل الغوغاء الغاضبين الذين طالبوا باستعادة إمبراطورتهم، ومع وجود الشعب وراءها، قامت زوي بنفيه إلى دير.
طالبت العامة بوجود ثيودورا في الحكم، فأجبرت زوي على قبول شقيقتها كحاكم مشارك حتى أحاطت زوي بثيودورا بالزواج من قسطنطين التاسع مونوماتشوس، الذي أصبح إمبراطورًا مشاركًا، وسيطرت زوي على الإمبراطورية حتى وفاتها في عام 1050، وبعد ذلك استمر زوجها وشقيقتها في الحكم.
الإمبراطورة وي
كانت وي زوجة الإمبراطور تشونغ تسونغ، الذي حكم الصين من سلالة تانغ في أوائل القرن الثامن، وكان زوجها قد خلف وو زيتيان، المرأة الوحيدة التي حكمت الصين بنفسها.
قيل إن وي كانت معجبة جدا بوو وسعت إلى محاكاة قوتها وقسوتها، ولحسن حظها كان زوجها “خجول وضعيف الإرادة” وكان سعيدًا بترك أعمال الحكم لزوجته الأكثر صرامة وذكاءً.
سرعان ما بنت زمرة قوية في الحكم، من بينهم من وزراء وو السابقين، وأي شخص كان يعارضها فإنه يخاطر بحياته، وفي إحدى المناسبات، قتل وزير الحرب بوحشية، لمجرد انتقاده الإمبراطورة.
بعد خمس سنوات، واجه عهد وي مشكلة عندما توفي زوجها فجأة، وأشيع على نطاق واسع أنها سممته، وبعد وفاة الإمبراطور، عرفت وي أن المنافسين سيظهرون للمطالبة بالعرش، لذلك أخفت وفاته حتى تمكنت من استدعاء 50000 جندي لتطويق القصر.
لسوء الحظ، كان أعداؤها داخل القصر، فقامت شقيقة زوجها وابن أخيها، الأميرة تايبينغ ولي لونغجي، بانقلاب في إحدى الليالي، وحاولت وي الهروب، لكنها قتلت على يد الجنود الذين أمرتهم بتطويق القصر، فقد قرروا أن يكونوا في الجانب الفائز.
يحارب الماضي بسلاح الرسم.. ما لا تعرفه عن “عمر” نجل أسامة بن لادن
من هي المهندسة العربية التي شاركت في تطوير تلسكوب “جيمس ويب”؟