منوعات

كيف تم إنقاذ البشرية من مرض داء الكلب القاتل؟

تحل اليوم الأربعاء 6 يوليو ذكرى نجاح العالم الفرنسي “لويس باستور” في اختبار لقاحه ضد داء الكلب على طفل مصاب بالمرض، وذلك في عام 1885، فما قصته وكيف نجح هذا العالم في تخليص البشرية من مرض أزهق أرواح الآلاف، كان يمثل واحدًا من أسوأ الكوابيس الوبائية على مر التاريخ.

من هو “لويس باستور”؟

لويس باستور هو عالم فرنسي شهير، تميز في مجالات الكيمياء والفيزياء والأحياء الدقيقة، ويعتبر واحدًا من أهم العلماء الذين أحدثوا الثورة العلمية في التاسع عشر بفضل اكتشافين هامين هما «البسترة»، ولقاح داء الكلب.

في مطلع ثمانينيات القرن التاسع عشر، اهتم “باستور”، بداء الكلب حيث كان يزهق الأرواح واحدة تلو الأخرى، وسط عجز واضح من العلماء والأطباء وقتها لمواجهة هذا المرض بعلاج فعال أو حتى لقاح مناسب، ليقرر خوض غمار رحلة إنقاذ البشرية.

تحدي إنقاذ البشرية

بالفعل قام “باستور” بمجموعة من الأبحاث والتجارب حتى نجح في عزل الفيروس المسبب لهذا المرض، ثم قام بحقنه بأرنب، قبل أن يقوم بعزل الفيروس من الأرنب مرة أخرى وتكرار العملية أكثر من مرة على نفس الأرنب لينجح في الحصول على فيروس مضعّف مسبب لداء الكلب، وهي النواة التي واصل العمل عليها لإنتاج اللقاح وذلك بين مايو يونيو 1885، ليبدأ بالفعل التجربة الحقيقية على شخصين أصيبا بهذا المرض، ولكنه تجربته فشلت بوفاة المريضين.

نجاح التجربة

على الجانب الآخر وفي 4 يوليو عام 1885، تعرض طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، ويدعى “جوزيف مايستر” للهجوم من كلب مسعور، حيث قام بعضه حوالي 14 عضة في مختلف أنحاء جسده، بعد إنقاذ الطفل من أنياب الكلب تأكدت السلطات وقتها من حمل هذا الكلب لفبروس داء الكلب الخطير.

والدة الطفل قررت أن تحاول إنقاذ “جوزيف”، وكانت قد سمعت بالفعل عن العالم “لويس باستور”، الذي يقوم بتطوير علاج لهذا المرض المستعصي، وبالفعل اصطحبت ابنها الذي يعاني من عضات الكلب إلى “باستور”.

عندما التقت السيد بالعالم الفرنسي رفض في البداية تطبيق تجاربه على الطفل خوفًا من أن يلقى مصير المريضين اللذان توفيا في التجربة الأولى، ولكن مع إلحاحها وتشجيع العديد من الأطباء والعلماء لـ”باستور”، لمواصلة جهوده قبل التحدي وقرر إعادة التجربة على الطفل صاحب الـ 9 سنوات.

وبالفعل تلقى الطفل “جوزيف مايستر”، 13 جرعة، تم حقنها عند مستوى جلد البطن وفي كل مرة يتم زيادة شدة الفيروس، وكان قد تكفل الطبيب “غرانشيه” بإجراء عمليات حقن الطفل الذي لم تظهر عليه أية أعراض للمرض ليعود “جوزيف” إلى  منزله يوم 28 يوليو 1885.

وفي هذه الأثناء قرر “باستور”، العودة إلى مسقط رأسه في إقليم “جورا”، انتظارًا لنتائج اللقاح على الطفل، حيث كان يخشى وفاته، ولكن مع مرور الوقت وتعافي الطفل، خرج “باستور” معلنًا نجاح تجربته التي ستنقذ البشرية، وهو الخبر الذي تناقلته الصحف العالمية على نطاق واسع.

وبهذا الإنجاز العلمي تجاوزت شهرة “لويس باستور”، حدود فرنسا، لينتشر إجراء “باستور” للتحصين، في مختلف أنحاء العالم، ومن الأمور المثيرة للاهتمام في هذه القصة المثير للاهتمام، أنه عندما أصبح الطفل “جوزيف مايستر” بالغًا ، تولى مهمة الإشراف على معهد “باستور”.

اليوم العالمي لداء الكلب | ماذا نعرف عنه؟ منظمة الصحة تجيب

كيف نتصرف عند التعرض لعضة الكلب؟.. نصائح ضرورية لإنقاذ حياتك

ما هي الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وكيف يمكن الوقاية منها؟