كان نهر الفرات – الذي يمتد من تركيا عبر سوريا قبل أن يصب في الخليج العربي عبر العراق – يساعد في توليد طاقة كهرومائية كافية للشمال الشرقي السوري، لكن في الأسابيع الأخيرة، انخفض تدفق نهر الفرات بنسبة 65% وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لمنسق الشؤون الإنسانية في يوليو 2020.
على الرغم من أن وثيقة الأمم المتحدة لا تذكر الجهة المسؤولة عن تقييد النهر، إلا أن مسؤولي الإدارة الذاتية التي يهيمن عليها الأكراد في شمال وشرق سوريا اتهموا تركيا في السابق بسد نهر الفرات وخنق تدفقه، في الوقت الذي تبني فيه تركيا 5 سدود على نهر الفرات، فكيف ستؤثر هذه السدود على العراقيين والسوريين.
يعد مشروع جنوب شرق الأناضول في تركيا أحد أكبر برامج بناء السدود وأكثرها إثارة للجدل على مستوى العالم. ومن المقرر بناء 22 سدا على طول نهري دجلة والفرات بالقرب من حدود تركيا مع سوريا والعراق. أثار المشروع حفيظة الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ إنشائه بسبب تأثيره على إمدادات المياه الحيوية في جيران تركيا الجنوبيين. في الأشهر الأخيرة، بدأت أنقرة في ملء سد إليسو، وهو أكبر سد في الشبكة المقترحة، مما زاد من تركيز الانتباه على أفعالها وإثارة العلاقات المتوترة بالفعل مع جيرانها.
[two-column]
3 ملايين سوري حياتهم على المحك، خاصة في ظل وجود تهديد بالجفاف لأكثر من 640 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، إلى جانب فقدان العراق 1000 ميغاواط من الطاقة
[/two-column]
تشير التقديرات إلى أن بناء السدود والطاقة الكهرومائية في تركيا على نهري دجلة والفرات قد قطع المياه عن العراق بنسبة 80% منذ عام 1975، مما يعرض الزراعة والموائل الطبيعية للخطر. كما تأثر العراق سلبًا بمشاريع السدود والتطورات الزراعية في إيران. نتيجة لتدهور المياه والتصحر والملوحة وسوء الإدارة، يفقد العراق حاليًا ما يقدر بنحو 25000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة سنويًا، معظمها في جنوب البلاد.
كما تأثرت سوريا بشكل مباشر بمشاريع بناء السدود في أنقرة، والتي قللت من تدفق المياه إلى سوريا بنحو 40%. كان هذا يمثل مشكلة خاصة لدمشق، حيث أن ندرة المياه أكثر حدة في سوريا منها في تركيا أو العراق. دمر الجفاف الطويل الذي بدأ في عام 2006 الزراعة في سوريا وأجبر أعدادًا كبيرة من الناس على النزوح إلى المدن. كما تم ربطه بالاضطرابات الاجتماعية والاضطرابات التي أدت إلى الحرب الأهلية في سوريا.
وإجمالًا، ستؤثر السدود التي تبنيها تركيا على الشعبين العراقي والسوري على النحو التالي:
تراجع حصة البلدين من المياه إلى أقل من النصف، ما يعني أن 3 ملايين سوري حياتهم على المحك، خاصة في ظل وجود تهديد بالجفاف لأكثر من 640 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، إلى جانب فقدان العراق 1000 ميغاواط من الطاقة، وتوقف معظم محطات توليد الطاقة في البلدين.