ظهر الطفل اليمني مقدام بكر سلاّم حافي القدمين، ساعيًا لإخراج والده السجين على ذمة قضية بسبب نزاع إيجاري، من خلال حديثه إلى وسائل إعلام محلية.
شرح الطفل ذو العشر سنوات، معاناته خلال عام كامل للوصول إلى المحكمة من أجل متابعة قضية والده المسجون إثر خلاف مع مستأجر رفض الخروج من بيته الذي أجره له.
بدا الطفل الذي ترك التعليم في الصف الخامس الابتدائي، منهمكًا يشكو حاله ببراءة الأطفال، ويتحدث عن مماطلة المحاكم، أثناء متابعة قضية والده.
وصف ناشطون الطفل بأنه أصغر مراجع على أبواب المحاكم اليمنية، يناشد للإفراج عن والده.
وكسب تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بحسم القضية، كما ناشدت جهات حقوقية ومنظمات إنسانية السلطات بالإفراج عن والده تحت أي ضمانات قانونية.
https://youtu.be/4SBMqgpgRAY
ردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي
اعتبر حقوقيون وإعلاميون، أن مقدام يمثل مآسي ملايين الأطفال اليمنيين الذين شردتهم الحرب، حيث تساءل الناشط علي العنسي عن حقوق الطفل، وعن دور المؤسسات المعنية فيها، قائلاً: “هل ننتظر حتى تأتي منظمة أجنبية لتنظر لحال الطفل وأسرته؟”.
واعتبر عبدالمجيد سليمان أن المجتمع اليمني يغرق في المظالم المادية، قائلاً: “لم تزدنا الحرب إنسانية وتكاتفاً، بل ازددنا قساوة وشراسة وعنفاً ضد بعضنا”.
وعبر عبد الله الشبيلي عن تعاطفه مع مقدام، فقال “في اليمن عندما تكون على حق، وغريمك يملك “فلوس” أو شخص متنفذ، فإن حقك ضائع لا محالة”، وفق تعبيره.
مقدام ليس الأول
لا يعد الطفل مقدام هو الحالة الأولى التي تعبر عن معاناة أطفال اليمن، بل هناك مأساة طفل آخر مريض بالسكري أطلق عليه النشطاء أصغر مراجع في العالم.
بدأت أزمة الطفل عبد الله عبده البتول، بعدما استحوذ أخوته على إرثه من والده، فتقدم بدعوى لمحكمة في محافظة إب قبل نحو 3 سنوات، ولم يتم الفصل فيها حتى الآن.
وتساءل نشطاء: “كيف لطفل مريض بالسكر ترعاه أمه في بيت إيجار ولديها ولدان آخران أيتام وحالتهم المادية صعبة، أن ينتظروا سنوات بالمحاكم”، منتقدين مماطلة القضاء.
وتداول قبل أيام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة بائع الخوخ الصغير وتغنى الكثيرون بشعره الأشقر وجمال عينيه، مسلطين الضوء على طفولته المهدرة في شوارع صنعاء من أجل لقمة العيش.
صدر تقرير لفريق الخبراء الأممي في يناير الماضي، وكشف عن مقتل 2000 طفل جندتهم ميليشيا الحوثي في أقل من سنتين.
كما أن هناك عشرات التقارير تؤكد تجنيد ميليشيا الحوثيين لعشرات الأطفال، في ظل وجود أكثر من 1.71 مليون طفل نازح، وأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد داخل المخيمات، إضافة إلى مليوني طفل خارج المدرسة.
معاناة السعودي حامد تثير تفاعلاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي
ماذا يفعل الحوثيون لتجنيد الأطفال اليمنيين على جبهات القتال؟