يوافق هذا الشهر ذكرى وفاة الأمير عبد القادر الجزائري، القائد العسكري والديني الذي أسس الدولة الجزائرية وقاد الجزائريين في صراعهم ضد الهيمنة الفرنسية في القرن الـ19.
نشأته وحياته
وُلد الأمير عبد القادر بن محي الدين في 6 سبتمبر 1807، بالقرب من مدينة المعسكر في الجزائر، من عائلة كانوا حكامًا في المغرب العربي والأندلس، وكان والده محي الدين شيخًا للطريقة القادرية في الجزائر.
خرج عبد القادر مع والده عام 1823 للحج، فتعلم كثيرًا خلال تلك الرحلة التي استغرقت عامين، وبعدما عاد منها وتفرغ للقراءة والتثقيف والتأمل، وفي عام 1830 تعرضت الجزائر للاحتلال الفرنسي وبدأ الجزائريون رحلة النضال ضد المحتل.
مقاومته ضد الفرنسيين
تمتع عبد القادر بشعبية كبيرة بسبب براعته العسكرية وعلمه وبلاغته الخطابية وتدينه، فبايعه الجزائريون عام 1832، وكان في الـ25 من عمره عندما تمت البيعة له بعد اعتذار والده عن الإمارة واقتراح نجله بدلًا منه، واتخذ من مدينة المعسكر عاصمة له وبدأ في تكوين الجيش والدولة وحقق انتصارات ضد الفرنسيين.
أدت انتصارات عبد القادر إلى إجبار الفرنسيين على إبرام هدنة معه فكانت اتفاقية تافنا عام 1838 التي اعترفت فيها فرنسا بسيادته على غرب ووسط الجزائر.
إقامة دولة الجزائر
استفاد الأمير عبد القادر من هذه الاتفاقية، وفرض حكمه على جميع القبائل ونظم الدولة وتمكن من حشد الدعم من الجزائريين الذين أصبحوا ساخطين على استخدام الفرنسيين للعنف، فعزز أراضيه وأصبح سيدًا لكامل المناطق الداخلية لوهران مع اضطرار الفرنسيين إلى الاكتفاء ببعض الموانئ.
استسلامه للفرنسيين
لكن تلك الاتفاقية كانت فرصة لفرنسا لالتقاط الأنفاس لتواصل بعد ذلك القتال ضد قوات الأمير عبد القادر ومع وصول الإمدادات من فرنسا سقطت معاقله واحداً تلو الآخر.
وبعد مقاومة مريرة اضطر الأمير عبد القادر وأنصاره للاستسلام للقوات الفرنسية عام 1847 بشرط السماح بانتقاله إلى الاسكندرية أو عكا، ولكن تم نقله إلى فرنسا وسجنه هناك.
ولكن رئيس الجمهورية الفرنسية لويس نابليون قرر لاحقاً إطلاق سراحه فسافر إلى تركيا عام 1852 ومنها إلى دمشق عام 1855.
وفي عام 1860 وقعت فتنة طائفية في الشام بين الدروز والموارنة وقد لعب الأمير عبد القادر دوراً بارزًا في احتواء الأزمة والتوسط بين الطرفين.
وفي 24 مايو 1883 توفي الأمير عبد القادر في قصره قرب دمشق عن عمر يناهز 76 عاماً، ودفن بجوار الشيخ ابن عربي، تنفيذاً لوصيته، وفي عام 1965 نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في المقبرة العليا.
حدث في مثل هذا اليوم.. فرنسا تقرر احتلال الجزائر و”كلاي” يعلن إسلامه
تخريب منحوتة في فرنسا لتخليد ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري.. لماذا؟
في مثل هذا اليوم.. انطلاق المقاومة الجزائرية واختراع التلفاز