وجدت إحدى الدراسات أن “الأشخاص المتشائمين بشأن المستقبل معرضون لخطر الموت المبكر أكثر من أولئك الذين ليسوا متشائمين”، ما يوضح أننا أسوأ عدو لأنفسنا، وفي هذا الموضوع نسلط الضوء على الأسباب التي تجعل السلبية تسيطر علينا.
تقول عالمة النفس مونيكا فيرماني، إن الأفكار أشياء قوية، وكل من الإيجابية والسلبية تؤثران في مزاجنا، وأعراضنا الفسيولوجية وسلوكياتنا، وعلى الرغم من أننا، في بعض الأحيان، قد نشعر وكأننا لسنا كذلك، فنحن من يتحكم في أفكارنا.
وتوضح فيرماني أننا بحاجة لأن نتعلم كيف نتحدى التشوهات المعرفية والأفكار السلبية لدينا، وأن نتساءل عن مدى صدقها، واستبدالها بأفكار أكثر دقة وتكيفًا وواقعية وحيوية تحفزنا على السعي للتصرف وأن نكون أفضل نسخة من أنفسنا.
وفقًا لخبير التسويق والأعمال الصغيرة دينيس كونسورتي، فمن المحتم أن نفكر بشكل سلبي لأننا كمجتمع محاطون به، ويوضح: “وسائل الإعلام تضفي الإثارة على القصص لزيادة النقرات، وغالبًا ما يعرض الأشخاص السلبيون سلبيتهم على الآخرين، سواء على المستوى الشخصي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وينصح كونسورتي بأنه عندما يحدث هذا، فمن الأفضل التركيز على تلك الأشياء التي تحت سيطرتك للحصول على النتائج الإيجابية التي تريدها.
إن اتباع نهج إعادة صياغة وكتابة الأفكار السلبية غير القادر على التكيف معها كأفكار إيجابية هو ما تدعو فيرماني للسير عليه، وفي بعض الأحيان، يكون هذ المسار هو مفتاح الإدراك لما يحدث من حولك.
ويقول فيرماني: “نقضي الكثير من الوقت في أذهاننا، ونحيي التجارب السلبية لماضينا ونتخيل ونتوقع أسوأ السيناريوهات والنتائج، وغالبًا ما نفعل هذا كوسيلة لمنع حدوث أشياء سيئة لنا، لكن كل هذا إعادة الأحداث السلبية السابقة وإعادة عرضها – والتنبؤ بالنتائج الوخيمة التي تلوح في الأفق – هي مجرد أفكار في أذهاننا”.
وأشارت إلى أن “الماضي في الماضي والمستقبل مجرد خيالنا، ويمكننا اختيار ما نفكر فيه، وكيف نتصرف ونتفاعل في الوقت الحاضر، ونتوقع نتائج إيجابية، وليست سلبية والخيار لنا”.