فن منوعات

هنريك إبسن.. المدير الفني للمسرح النرويجي

ولد هنريك إبسن في 20 مارس 1828 في مدينة سكاين بالنرويج، وفي عام 1862، تم نفيه إلى إيطاليا، وبحلول عام 1891، عاد إبسن إلى النرويج بطلاً أدبيًا إلى أن توفي في 23 مايو 1906 في أوسلو بالنرويج.

في هذا الموضوع نسلط الضوء على سيرة حياة الأديب المسرحي هنريك إبسن في ذكرى وفاته.

طفولته

عندما كان طفلًا، ظهرت علامات العبقرية المسرحية التي سيصبح عليها هنريك إبسن، وأبدى نفسه رغبته في أن يصبح فنانًا، وأمضى الكثير من وقته في القراءة والرسم وأداء الحيل السحرية.

في سن الـ 15، توقف إبسن عن الذهاب للمدرسة وانتقل للعمل كمتدرب في صيدلية لمدة 6 سنوات، مستغلًا وقت فراغه المحدود لكتابة الشعر والرسم، وفي عام 1849، كتب مسرحيته الأولى Catilina، وهي دراما كتبت في شعر على غرار ويليام شكسبير، أحد المؤثرين في حياته.

الأعمال المبكرة

انتقل إبسن إلى كريستيانيا -التي عُرفت لاحقًا باسم أوسلو- في عام 1850 للتحضير للامتحانات الجامعية للدراسة في جامعة كريستيانيا، وعاش في العاصمة وأقام صداقات مع كتاب وفنانين في مجالات أخرى.

في العام التالي، كان إبسن على موعد مع لقاء مهم مع عازف الكمان ومدير المسرح أولي بول، الذي أحب إبسن وعرض عليه وظيفة كاتب ومدير للمسرح النرويجي في بيرغن، وكان هذا المنصب بمثابة برنامج تعليمي مكثف لإبسن في كل ما يتعلق بالمسرح، بل وشمل السفر إلى الخارج لمعرفة المزيد عن المجال.

في عام 1857، عاد إبسن إلى كريستيانيا ليدير مسرحًا آخر هناك، وادعى البعض أنه أساء إدارة المسرح من أجل الإطاحة به، ولكن على الرغم من الصعوبات التي واجهها، وجد إبسن وقتًا لكتابة Love’s Comedy، نظرة ساخرة على الزواج، في عام 1862.

الكتابة في المنفى

غادر إبسن النرويج في عام 1862، واستقر في النهاية في إيطاليا لبعض الوقت، وهناك كتب tragedy Brand، وهي مأساة من خمسة فصول عن رجل دين كلفه إخلاصه المحموم لإيمانه عائلته وحياته في النهاية.

منحته المسرحية شهرة واسعة في الدول الاسكندنافية، وبعد ذلك بعامين، ابتكر إبسن أحد أعماله الرائعة، بير جينت التي تناول الملاحم اليونانية في الماضي، وفي عام 1868 انتقل إبسن إلى ألمانيا، وهناك كانت انطلاقته حيث نجحت مسرحية “أعمدة المجتمع” التي عُرضت لأول مرة في ميونيخ.

ساعدت المسرحية في إطلاق مسيرته المهنية وسرعان ما أعقبها أحد أشهر أعماله، A Doll’s House.

أثار عمله التالي، أشباح 1881، المزيد من الجدل من خلال معالجة مواضيع مثل سفاح القربى والأمراض التناسلية، وكان الاحتجاج قوياً لدرجة أن المسرحية لم تُقدم على نطاق واسع إلا بعد مرور عامين.

أظهر عمله التالي، عدو الشعب، رجلاً في صراع مع مجتمعه، ويقول بعض النقاد إنه كان رد إبسن على رد الفعل العنيف الذي تلقاه بعد كتابة مسرحية أشباح.

كتب إبسن The Lady From the Seaعام 1888 ثم عاد إلى النرويج، حيث أمضى ما تبقى من سنواته، وكان من أشهر أعماله هيدا جابلر، التي تعتبر من أشهر الشخصيات في المسرح، ويُطلق على الشخصية أحيانًا اسم هاملت الأنثوي، بعد شخصية شكسبير المأساوية الشهيرة.

العودة إلى النرويج

في عام 1891، عاد إبسن إلى النرويج كبطل أدبي، وربما غادر كفنان محبط، لكنه عاد ككاتب مسرحي معروف دوليًا.

عاش إبسن معظم حياته في شبه عزلة، لكن بدا أنه يزدهر في دائرة الضوء في سنواته الأخيرة، حيث أصبح معلمًا سياحيًا في كريستيانيا، كما استمتع بالفعاليات التي أقيمت على شرفه عام 1898 بمناسبة عيد ميلاده السبعين.

السنوات الأخيرة

في عام 1900، تعرض إبسن لسلسلة من السكتات الدماغية التي تركته غير قادر على الكتابة، وعاش لعدة سنوات أخرى، لكنه لم يكن حاضرًا بشكل كامل، إلى أن توفي في 23 مايو 1906، وأقيمت له جنازة رسمية من الحكومة النرويجية.

بالإضافة إلى مسرحياته، كتب إبسن أيضًا حوالي 300 قصيدة، وصمدت أعماله على مر السنين لأنه استغل مواضيع عالمية واستكشف حالة الإنسان بطريقة تختلف عن أي من تلك التي سبقته.

كتب المؤلف جيمس جويس ذات مرة أن إبسن “أثار المزيد من النقاش والنقد من أي إنسان آخر على قيد الحياة.”

يوسف إدريس.. محطات من سيرة الطبيب الأديب وأمير القصة العربية

عادل إمام.. رحلة صاحب السعادة من دور صغير إلى زعامة السينما والمسرح

غني 10 ساعات متواصلة على المسرح.. عملاق الطرب السوري صباح فخري