يحتفل العالم باليوم الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في يوم 8 مايو من كل عام، لإحياء مبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وقيمها وتاريخها وتأثيرها.
ويوافق هذا التاريخ ذكرى ميلاد هنري دونان في عام 1828، وهو الأب المؤسس للحركة، الذي وثق المعاناة الفظيعة التي حصلت في معركة سولفرينو في إيطاليا عام 1859. ومهّد كتابه “تذكار سولفرينو” الطريق لتكوين جمعيات الإغاثة الطوعية بهدف تقديم الرعاية للجرحى في زمن الحرب دون أي تمييز.
في أغسطس 1864، اعتمد مندوبون من حوالي 12 بلدًا اتفاقية جنيف الأولى التي وضعت إطارًا قانونيًا لتلك القرارات وأضفت عليها الطابع الإلزامي الذي يوجب الجيوش على توفير الرعاية إلى كل الجنود الجرحى بصرف النظر عن طرف انتمائهم في النزاع.
وأصبحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بفضل هذه التطورات المصدر الذي انبثقت عنه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تضم اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية، التي بلغ عددها 185 في 2007، واتحادها الدولي، والقانون الدولي الإنساني الحديث، الذي يتضمن اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية الثلاثة لعامي 1977 و2006.
وكانت مهمة اللجنة الدولية تهدف في البداية إلى تشجيع إنشاء جمعيات وطنية، تأسست أولها في ولاية فورتنبرغ الألمانية في نوفمبر 1863، والعمل كحلقة اتصال بينها.
وأجرت أول عملية ميدانية لها خلال الحرب التي دارت بين ألمانيا والدانمرك في 1864، فأُرسل المندوبون إلى خط المواجهة للعمل على مستوى الطرفين. كانت هذه العملية نذير بداية الدور الميداني الذي ستلعبه اللجنة الدولية بصفتها وسيطا محايدا بين الأطراف المتنازعة.
وفي السنوات التالية شهدت أوروبا بزوغ الجمعيات الوطنية في جميع أنحائها. وتم تنقيح اتفاقية جنيف بعد ذلك لتشمل جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار واعتمدت الحكومات قوانين أخرى، مثل اتفاقيات لاهاي، من أجل حماية ضحايا الحرب.
ووسعت اللجنة الدولية في الوقت ذاته، نطاق عملها ليضم أنشطة جديدة مثل زيارة أسرى الحرب وتسجيل أسمائهم على قوائم تنقل إلى عائلاتهم لطمأنتها.
تطورت هذه الرؤية لتصبح اليوم حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبعد مرور أكثر من قرن ونصف على هذه المبادرة تغيرت طبيعة الحروب لكن المعاناة الإنسانية ما زالت قائمة من خلال النزاعات والجوائح والكوارث الأخرى، وسط عمل موسع وقيم ثابتة من الصليب الأحمر والهلال الأحمر تجاه جميع الضحايا.
سكة حديد الحجاز.. قصة مشروع قضت عليه الحرب فأضحى معلمًا سياحيًا