تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة مكة المكرمة، الذي رحل عن عالمنا في عام 2007 بعد صراع طويل مع المرض تاركًا خلفه سيرة طيبة، وتاريخًا طويلًا من العمل الحكومي.
وفي ذكرى رحيله نستعرض لكم أهم المحطات في حياته وأبرز المناصب التي خدم من خلالها المملكة.
نشأته
ولد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، في العاصمة الرياض عام 1943م (1363هـ)، وتعلم القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينية على يد الشيخ عبد الله عبد الغني خيّاط، قبل أن يلتحق بمدرسة الأنجال بالرياض، ونال الشهادتين الابتدائية والمتوسطة من معهد العاصمة النموذجي، ثم التحق بكلية العلوم البحرية العسكرية في بريطانيا عام 1954م (1374هـ).
الأمير الراحل كان أصفر أشقائه، وهو أحد الأبناء الـ 36 لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، أما والدته فهي الأميرة هيا بنت سعد السديري، وهو اصغر أشقائه.
الأمير عبد المجيد كان متزوجًا من الأميرة سارة بنت عبد المحسن العنقري، وأنجب منها ابنه الوحيد الأمير “فيصل بن عبد المجيد”، وله ثلاثة أحفاد هم الأميران عبد العزيز وتركي والأميرة العنود.
تاريخ طويل من العطاء
شغل الأمير الراحل العديد من المناصب الهامة، إذ تولى مهمته الأولى عام 1980 وعمل أميرًا لمنطقة تبوك الواقعة في شمال غرب، واستمر في هذا المنصب حوالي 6 سنوات نجح خلالها في إحداث تطور عمراني في المنطقة، ومن أبرز إنجازاته فيها إعادة تنظيم شوارع المنطقة ومداخلها.
في يناير 1986 تولى الأمير عبد المجيد، ثاني مناصبه، حيث تم تعيينه أميرًا لمنطقة المدينة المنورة، خلفًا للأمير عبد المحسن بن عبد العزيز، الذي توفي عام 1985.
وخلال هذه الحقبة واكب الأمير عبد المجيد المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لأكبر توسعة شهدها الحرم النبوي الشريف، وتطوير المنطقة المحيطة به، وتحديث المساجد التاريخية في عاصمة الإسلام الأولى.
لم يكتف بهذا الحد فساهم بشكل ملحوظ في تطوير منطقة المدينة المنورة، وقام بإنشاء جمعية الثقافة والفنون، بالإضافة إلى المعرض الدائم للصناعات الوطنية، كما أسس مهرجان المدينة للتنشيط السياحي، بجانب تدشين أول جمعية خيرية بالمنطقة.
في أواخر نوفمبر 1999 جاءت الأوامر الملكية، بتولي الأمير عبد المجيد، مسؤولية منطقة مكة المكرمة ، ليبدأ فصل جديد من رحلة العطاء فترأس لجنة الحج المركزية التي تشرف على الجانب التنظيمي لموسم الحج، وأسهم من خلالها في تطوير البنى التحتية للمنطقة، كما تبنى “مشروع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز لتوطين الوظائف”.
وشهدت الفترة التي تولى فيها إمارة مكة المكرمة، العديد من الإنجازات أبرزها إطلاق أول مشروع لرعاية المسنين في محافظة جدة، ولجنة لتطوير خدمات الإسعاف، ورأس مجلس الفروسية بمكة المكرمة، والهيئة العليا لتطوير منطقة مكة، ومجلس تطوير الخدمات الصحية بمكة، ومجلس إدارة مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة، وترأس النادي العلمي السعودي بجدة، والذي يهدف إلى رعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين وتعزيز قدراتهم وتبني ابتكاراتهم العلمية، كما أنشأ مركز الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز للأطفال الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتولى أيضًا الأمير الراحل الرئاسة الشرفية لشركة جدة القابضة للتطوير، وجمعية أصدقاء مرضى الربو بمنطقة مكة المكرمة، ولجنة مساعدة المسجونين والمعسرين بجدة، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة.
الأمير عبد المجيد كان رياضيًا من الدرجة الأولى، فجانب ممارسته اليومية للرياضة مثل المشي و التنس والسباحة والفروسية، تولى العديد من المناصب الهامة في هذا المجال، حيث ترأس مجلس أعضاء الشرف بنادي الوحدة بمكة المكرمة، ودعم إنشاء مشروع “ميدان جدة لسباق السيارات”، وأطلق اسمه على كأس البطولة المدرسية في منطقة مكة المكرمة.
ومن أبرز المناصب الرياضية التي تولاها رئاسة لجنة تطوير الرياضة وكرة القدم في السعودية، بعد الظهور المتواضع للمنتخب الوطني في مونديال كوريا واليابان عام 2002.
في ذكرى بيعة ولي العهد.. 5 أعوام من الإنجازات التي أبهرت العالم
في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض “مارلون براندو” جائزة الأوسكار؟
جوزيف جوبلز.. ذكرى انتحار وزير نازية “هتلر” الذي جعل الواقع جحيمًا