إشارات غريبة ومجموعة من الظروف غير العادية كان لها دور كبير في تمكين عملاء الاستخبارات الأمريكية من العثور على أسامة بن لادن، الزعيم السابق للقاعدة.
[two-column]
كتاب “صعود وسقوط أسامة بن لادن” الذي سيُطرح قريبًا واطلعت صحيفة “نيويورك بوست” على نسخة منه، كشف مؤلفه، بيتر بيرغن، عن تفاصيل مثيرة ارتبطت بمقتل بن لادن.
[/two-column]
جمع شتات الأسرة في “حصن”
بعد هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة، شعر قائد القاعدة بأنه لم يعد مطاردًا بشكل كبير، فأمر حارسه الشخصي، إبراهيم عبد الحميد، بتشييد منزل كبير بما يكفي لأسرته، في مدينة أبوت آباد الباكستانية.
وصف الكتاب المنزل بأنه “حصن” سعى من خلاله للم شمل أسرته، التي انتقلت إليه في 2005.
وكان المنزل محصنًا بأسوار يبلغ ارتفاعها نحو 5.5 مترًا محاطة بالأسلاك الشائكة، يقيم فيه زوجات بن لادن الـ3، و8 من أطفاله، و4 أحفاد له، ولم يغادر أي منهم المنزل سوى في حالات قليلة.
ظروف غريبة
تمكنت الأجهزة الأمنية من تتبع إبراهيم بسيارته البيضاء، حتى وصوله إلى “الحصن”، كان هذا في 2010 لتبدأ بعدها عملية المراقبة وجمع الأدلة.
وخلال مراقبة المنزل وجد عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية ظروفًا غريبة لفتت أنظارهم، مرتبطة بتصميم المنزل والخدمات الموصلة إليه، منها عدم وجود أي خط هاتفي مرتبط بالمنزل، ولا حتى اشتراكًا بالإنترنت، رغم أنه كان يبدو كمنزل يعود لشخص ثري.
كما لفت انتباه عملاء المخابرات احتواء المنزل على عدد قليل من النوافذ، كما كانت الشرفة العلوية محاطة بجدران مرتفعة من جميع الجوانب، والتي تبين لاحقا أنها الشرفة الشخصية لبن لادن.
وبينما كان الجيران يلقون النفايات في القمامة، اعتاد سكان “الحصن” حرق نفاياتهم، في تصرف كان مثيرا للريبة.
حبل الغسيل
وبحسب الكتاب، فقد كان الدليل الأخير الذي عزز شكوك عناصر المخابرات يكمن في “حبال الغسيل”، والتي كانت تحمل ملابس ترفرف في الهواء، كانت وفقا للصحيفة “أكثر بشكل كبير مما قد يرتديه 11 فردًا من أسر الحرس الشخصي”.
ووفقًا لتقديرات أجراها عملاء “CIA” بناء على محتويات حبال الغسيل، فقد كان هناك رجل بالغ والعديد من النساء البالغات، وتسعة أطفال على الأقل، ما يتماشى مع نمط حياة بن لادن، وهو التحليل الذي كان مقنعًا للإدارة الأميركية، لدى وضعه مع الظروف الأخرى التي كشفت عنها مراقبة المنزل.
وفي مايو 2011، أمر الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بإطلاق العملية التي ستكلف أسامة بن لادن حياته، وقتل عن سن يناهز 54 عامًا.