مع كل يوم يمر في عمر أمنا الأرض، تقترب من شيخوختها المُقلقة التي تمثل تهديداً وجودياً للحياة عليها، ليس بفعل تقادم الزمن الذي لا يؤثر في عمرها وبنيتها الطبيعية التي أوجدها الخالق بدقة متناهية الإبداع، بل بما كسبت أيدي البشر التي تلتهم أشجار الغابات، وتبعث الغازات، وتزيد من حرارة المناخ وتلوث البيئة.
وفي «اليوم العالمي لأمنا الأرض»، الموافق 22 أبريل من كل عام، يبعث إلينا كوكبنا برسالة استغاثة عاجلة، عنوانها الرئيسي معاناة الطبيعية، بفقدان 4.7 مليون هكتار من الغابات سنوياً، وباضطراب في المناخ وارتفاع متزايد لدرجة الحرارة، وبمحيطات تختنق قيعانها بمخلفات البلاستيك التي تزيد من معدل حمضيتها، فضلاً عن حرائق وفيضانات وأعاصير لا تُبقي ولا تذر.
ويأتي «يوم أمنا الأرض» خلال العام الجاري 2022م، تحت شعار “استثمروا في كوكبنا”، للحث على إيجاد حلول سريعة لمكافحة تغير المناخ، وتشجيع سكان العالم سواء حكومات أو أفراد على أداء مسؤولياتهم تجاه تسريع الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، وفقاً لمجلة «إي إس آي أفريكا».
كما تستهدف حملة “أمنا الأرض” للعام الجاري، العمل على التغلب تحديات اقتصاد الوقود الأحفوري، من خلال إعادة توجيه الانتباه إلى خلق اقتصاد في القرن الحالي يعيد سلامة بيئة الكوكب، ويحمي الجنس البشري ويوفر الفرص للجميع، فضلاً عن إعادة صياغة الحوار وتسريع الإجراءات والعمل العالمي المشترك لتحقيق هذه الغايات.
ويهدف «اليوم العالمي لأمنا الأرض»، وفق تعريف الأمم المتحدة، إلى التذكير بضرورة حماية البيئة والحفاظ على سلامتها وصحتها، بما في ذلك خير للأجيال الحالية والقادمة على السواء، بجانب تعزيز الجهود الدولية للحد من التداعيات التي من شأنها أن تؤثر سلبا على كوكب الأرض.
جاء الإعلان عن “يوم أمنا الأرض” بمبادرة من بوليفيا في الدورة الـ63 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تبنت تبنى ما يزيد عن 50 دولة، في 22 أبريل عام 2009م، قراراً أمميا ينص على: “يؤكد القرار الذي أعلن عنه اليوم أن الأرض وأنظمتها البيئية هي بيتنا، ومن أجل تحقيق توازن عادل بين الموارد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأجيال الحالية والمقبلة، من الضروري المساهمة في الانسجام مع الطبيعة وكوكب الأرض.
ويعد مصطلح “أمنا الأرض” وصفاً شائعاً عالمياً، يطلقه الكثير من سكان العالم، كرمز للتعبير عن الصلة المشتركة في الترابط بين البشر والطبيعة ومختلف الكائنات الحية، مع أرض الكوكب الذي نعيش عليه.
وكان أول استحداث لتقليد الاحتفال بيوم أمنا الأرض في 22 أبريل 1970، في الولايات المتحدة الأمريكية، بمبادرة أطلقها الناشط البيئي، جايلورد نيلسون، حيث جذب أكثر من 20 مليون أمريكي للمشاركة فيه عبر في فعاليات مختلفة.
ومنذ ذلك الحين، انتشر هذا الاحتفال في أمريكا ومختلف بلدان العالم، قبل أن يتم اعتماده في الأمم المتحدة عام 2009م، حتى بات يشارك فيه أكثر من مليار شخص سنوياً، بفعاليات مختلفة تتضمن إقامة المعارض وتنظيف الأرض وغرس الأشجار، للحث على مواجهة التحديات الوجودية الضخمة التي تواجه الكوكب ومن أجل إنقاذ البشرية.
ساعة الأرض.. لماذا يُطفئ العالم أنواره؟
فوستوك 1.. حين دار البشر حول الأرض لأول مرة
براميل تحت الأرض.. قصة الاحتياطي النفطي الأمريكي وعلاقته بالعرب