عقب الحرب العالمية الثانية بدأت الصراعات تتصاعد بين القوات المتحالفة في السابق.. انقسموا إلى معسكر غربي بقيادة الولايات المتحدة وغرب أوروبا، ومعسكر شرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي ودول شرق أوروبا.
خلال الحرب الباردة والحروب بالوكالة بين الجبهتين ازدادت احتمالات قيام حرب نووية لذلك لجأت الدول الغربية والشرقية لبناء الملاجئ وتجهيز رق التدخل السريع لمساعدة المصابين حال وقوع ضربة نووية.
اتجهت بعض الولايات الأمريكية لاعتماد إجراء فريد من نوعه لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين عند وقوع هجوم نووي، وقد اقتبس هذا الإجراء من طريقة سابقة اعتمدتها قوات الأس أس (SS) الألمانية بالحرب العالمية الثانية.
ففي خضم هذا النزاع العالمي، حمل عناصر فرق الأس أس الألمانية وشما صغيرا، بلغ طوله 7 ميليمترات، أسفل أذرعهم اليسرى اعتمد لتحديد فصيلة دمائهم، ومن خلال ذلك، حاول المسؤولون بفرق الأس أس تسهيل عمل الأطباء وإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين عن طريق مدهم بشكل سريع بكميات الدم اللازمة دون إضاعة الوقت في البحث عن فصيلة دم المصاب أو إجراء فحوصات وتحاليل جديدة له.
برنامج تات تايب
ظهر بعدد من الولايات الأميركية برنامج تات تايب الذي سمح للأميركيين بحمل وشم على أجسادهم لتحديد نوع دمهم، وقد امتد هذا البرنامج ليشمل الأطفال الذين حصلوا أيضًا، بعد موافقة أوليائهم، على وشم مماثل بالجانب الأيسر من صدورهم بهدف تسهيل عملية إسعافهم عقب هجوم نووي محتمل، وجاء هذا الإجراء حينها تزامنا مع تزايد حدة الخلاف مع السوفيت بسبب الحرب الكورية وظهور حلف شمال الأطلسي.
اعتمد هذا البرنامج لتسهيل عمليات التبرع بالدم بالنسبة للبالغين عند إقبالهم على مراكز التبرع في حال سقوط أعداد هامة من ضحايا وتراجع مخزون البلاد بشكل مفاجئ خاصة مع تواصل المشاركة الأمريكية بالحرب الكورية، من ناحية أخرى، مثل الطفل بول بايلي من مدينة ميلفورد بولاية يوت، أصغر من حمل هذا الوشم. فبعد ساعتين فقط عن ولادته، حصل الأخير على وشم حدد فصيلة دمه.
بحلول عام 1955، حصل 60.000 بالغ وطفل على وشم مع فصيلة دمائهم في مقاطعة ليك، أصر مسئولو الصحة على الترويج للبرنامج على نطاق واسع، حيث قدموا الوشم مجانًا خلال مواعيد التطعيم الروتينية. ولكن على الرغم من التعاون الذي أبدته المجتمعات في إنديانا ويوتا، لم تنتشر البرامج أبدًا خارج حدودها.
انتهى الصراع الكوري في عام 1953، ما قلل من الضغط الواقع على إمدادات الدم وحاجة المواطنين إلى العمل كبنوك دم متنقلة، الأهم من ذلك، خارج التعزيزات القوية للبرنامج، كان معظم الأطباء متحفظين للغاية للاعتماد فقط على الوشم في تصنيف الدم، لقد فضلوا إجراء الاختبارات الخاصة بهم للتأكد من أن المتبرع يتطابق مع المريض.
تداوَو بالوشم وثقب الرأس.. غرائب الطب في العصور القديمة
كورونا يتسبب في أكبر خسائر بمتوسط أعمار البشر منذ الحرب العالمية الثانية